معديات الموت.. إهمال إجراءات السلامة يهدد حياة الآلاف يوميًا

تشهد محافظة قنا وجود عدة معابر نهرية (معديات) على نهر النيل، تُستخدم يوميًا في نقل الركاب والبضائع بين الضفتين، إلا أن هذه الوسيلة الحيوية لا تخلو من المخاطر، حيث شهدت إحدى المعديات في منطقة العزازية بمركز دشنا حادثًا مؤسفًا مؤخرًا، تمثل في سقوط سيارة من أعلى المعدية، ما يعيد إلى الواجهة تساؤلات حول إجراءات السلامة المتبعة في تلك المعابر.















معديات الموت في قنا
قال محمد منتصر، أحد أهالي مركز دشنا، إن عددًا من المعديات التي تنقل المركبات لا تلتزم بإجراءات السلامة والوقاية، مشيرًا إلى أن بوابات بعض العبارات تكون غير محكمة الغلق، وهو ما كان سببًا رئيسيًا في الحادث الأخير الذي شهد سقوط سيارة من معدية دشنا أثناء عبورها في اتجاه مركز الوقف.
وأشار سيد محمد، أحد أهالي المركز، إلى ضرورة المتابعة الدورية للمعديات من قبل الجهات المختصة، لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، مؤكدًا أن ما حدث كان لطفًا من الله، رغم أن الحادث أسفر عن فقدان شخصين، متسائلًا: "ماذا لو كانت الكارثة أكبر وراح ضحيتها عدد أكبر من الأبرياء؟"
إجراءات السلامة والوقاية
قال منصور محمد علي، أحد أهالي مركز دشنا، إن غياب الإغلاق المحكم لبوبات المعديات يُشكل خطرًا بالغًا، لا سيما في ظل نقل سيارات النقل الثقيل "التريلا" على متنها ،مضيفًا أن بعض المعديات تحمل في الوقت نفسه عددًا من المواطنين، ومركبات خفيفة، وسيارتين نقل ثقيل، مما يصعّب إغلاق البوابات بشكل آمن، ويجعل من وقوع الكوارث أمرًا محتملًا في أي لحظة، وسط غياب الرقابة والمساءلة عن هذا الإهمال الذي يدفع ثمنه البسطاء.
من جهته، أشار يحيى عبد المطلب، أحد سكان المركز، إلى أن المعديات تفتقر إلى الرقابة المستمرة، وهو ما يمنح أصحابها مساحة للتهاون في إجراءات السلامة، مطالبًا بضرورة تشكيل لجان فحص دورية لمتابعة حالة هذه المعديات، مؤكدًا أن بعضها ينقل في الرحلة الواحدة ركابًا ومركبات وحيوانات في مشهد متكرر يوميًا.
وأضاف: "نحن لا نطالب بإنشاء كباري، فحتى تلك تعاني من مشكلات، لكن نريد فقط معديات آمنة تحفظ كرامة الإنسان والحيوان، مع مراعاة الحمولة المحددة لكل معدية، حتى لا نستيقظ على كارثة جديدة".