خبير تغييرات مناخية يكشف أسباب ارتفاع درجات الحرارة في الشتاء
التغيرات المناخية.. خبير يكشف أسباب ارتفاع درجات الحرارة في الشتاء (فيديو)

كشف الدكتور عادل بن يوسف، خبير التغيرات المناخية، عن الأسباب التي أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة في فصل الشتاء هذا العام.
وأكد الدكتور عادل بن يوسف،أن التغير المناخي أصبح حقيقة واضحة، وله تأثيرات بارزة على مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك اختلالات في فصول السنة.
انبعاثات الغازات الدفيئة
وأوضح الدكتور عادل بن يوسف،خلال تصريحاته لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن الشتاء أصبح أكثر دفئًا بسبب تزايد انبعاثات الغازات الدفيئة منذ منتصف القرن الماضي، مما أدى إلى تغيير الأنماط الجوية المعتادة.
وأشار الدكتور عادل بن يوسف،إلى أن هناك تغيرات ملحوظة في التيارات النفاثة، وهي التيارات الهوائية التي تفصل بين الهواء البارد والدافئ.
القبة الحرارية
وأوضح الدكتور عادل بن يوسف،أن هذه التيارات أصبحت أقل استقرارًا، ما سمح للهواء الدافئ بالوصول إلى المناطق التي كانت باردة تقليديًا، مما يؤثر على الطقس في فصل الشتاء وأيضًا في الخريف والربيع.
وأضاف الدكتور عادل أن بعض المناطق تشهد ظاهرة تُعرف بـ"القبة الحرارية"، حيث يُحتجز الهواء الدافئ في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة حتى في فصل الشتاء.
كما تطرق إلى تأثير ظاهرة "النينيو"، التي تؤدي إلى تسخين المياه في المحيط الهادئ. ورغم أن تأثيرها هذا العام كان أقل من السنوات السابقة، إلا أن النينيو ما تزال تُحدث اضطرابات مناخية كبيرة، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط. وأكد أن موجات الحرارة غير المعتادة ستزداد تكرارًا في السنوات المقبلة نتيجة الاحتباس الحراري وزيادة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
وأشار إلى أن نقص تساقط الثلوج وذوبان الجليد القطبي يؤديان إلى اضطرابات في التيارات المحيطية، مما يسبب تقلبات جوية شديدة، مثل موجات الحرارة في بعض المناطق، وموجات البرد في مناطق أخرى، كما شهدنا هذا العام في أمريكا وكندا وأوروبا.
وفي ختام حديثه، أكد الدكتور عادل أن فصل الصيف أصبح أطول بمعدل 90 يومًا على حساب الفصول الأخرى، لا سيما الشتاء، الذي أصبح أقصر وأكثر دفئًا.
وعرضت قناة "القاهرة الإخبارية" تقريرًا بعنوان "الاحتباس الحراري.. ظاهرة تهدد كوكب الأرض"، الذي سلط الضوء على التغيرات الجوية المتسارعة التي يشهدها كوكب الأرض بسبب الاحتباس الحراري.
وشرح التقرير أن الاحتباس الحراري والاحترار المناخي يعدان من أبرز الظواهر التي أثرت بشكل كبير على البيئة، مما تسبب في تغيرات مناخية ملحوظة مثل الجفاف، السيول، وذوبان الجليد، بالإضافة إلى الارتفاع الغير مبرر في درجات الحرارة.
وأكد التقرير أن تأثيرات الاحتباس الحراري لم تقتصر على فصلي الربيع والصيف فقط، بل امتدت إلى فصل الشتاء، الذي أصبح ينتهي في وقت مبكر مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، مما يفاقم من مشكلات الجفاف والاضطرابات البيئية والمناخية في مختلف أنحاء العالم.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن انتهاء فصل الشتاء فلكيًا يُعتبر في العشرين من مارس، إلا أن درجات الحرارة خلال هذه الفترة شهدت ارتفاعًا متكررًا، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في معدلات تساقط الجليد والأمطار في عدة دول حول العالم.
وأوضح التقرير أن العلماء توصلوا إلى أن الشتاء أصبح أكثر دفئًا وأقصر من حيث المدة، مع صعوبة في التنبؤ بتغيراته. وأظهرت الدراسات المناخية التي نُشرت عام 2011 أن عدد أيام الشتاء قد انخفض بشكل ملحوظ منذ الخمسينيات من القرن الماضي، بينما أصبح فصل الصيف أطول بمقدار 17 يومًا ليصل إلى 95 يومًا، في حين أصبح فصلا الربيع والخريف أقصر.
ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة على مدار العام، فإن ذلك يثير مخاوف بيئية ومناخية واضحة، مما يطرح تساؤلات حول إعادة ترتيب الفصول المناخية في المستقبل القريب.
تهديدات عالمية وحلول ممكنة
تغير المناخ يُعتبر تحولاً طويل الأمد في متوسط درجات حرارة الأرض وأنماط الطقس، وقد شهد العالم في القرن الماضي ارتفاعاً سريعاً في درجات الحرارة نتيجة الأنشطة البشرية، مما أدى إلى تغيرات كبيرة في الأنماط المناخية.
على مدار التاريخ، شهدت الأرض تغيرات مناخية طبيعية، لكن الاحترار السريع الذي حدث في القرن الماضي لا يمكن تفسيره بالأسباب الطبيعية وحدها. فالنشاط البشري، ولا سيما حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز، هو المحرك الأساسي لهذه التغيرات. وفقاً للبي بي سي، عند حرق هذه المواد، تنبعث غازات دفيئة، أبرزها ثاني أكسيد الكربون "CO2"، الذي يعمل كغطاء يحبس الحرارة الزائدة في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب. منذ بداية الثورة الصناعية، ارتفعت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنسبة تقارب 50%، وهو مستوى لم تشهده الأرض في تاريخها الحديث.