دارالإفتاء.. تحريم تجارة واستخدام المفرقعات والألعاب النارية لتسببها بـ«أضرار جسيمة»

أصدرت دار الإفتاء المصرية، على لسان فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، فتوى رسمية تُحرِّم استعمال المفرقعات والألعاب النارية، مؤكدةً أنها تُلحق الضرر بالنفس والمال وتسبب الأذى للآخرين، سواء بالإصابات الجسدية أو الحوادث المروعة، مثل الحرائق وتلف الممتلكات.
حُرمة استعمال المفرقعات في الشريعة الإسلامية
وفقًا لدار الإفتاء، فإن استعمال المفرقعات يُعَدّ من الأفعال المحرمة شرعًا، لأنها تتسبب في نشر الذعر والضوضاء، وتضر بفئات المجتمع المختلفة، خاصة الأطفال وكبار السن، كما أشارت الفتوى إلى أن الأضرار الناتجة عنها تشمل الحروق والإصابات الجسيمة، مما يتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي تُوجِب الحفاظ على النفس والمال.
وأستشهدت الفتوى بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تُحَرِّم إيذاء الآخرين وتُشدد على حرمة الترويع، مستندة إلى قول النبي ﷺ: «لَا ضَرَر وَلَا ضِرَار»، وما جاء في حديث آخر: «مَنْ رَوَّعَ مُؤْمِنًا لَمْ يُؤَمِّنِ اللهُ رَوْعَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
تحريم الاتجار بالمفرقعات لدورها في نشر الفوضى
أكدت دار الإفتاء أن المتاجرة في المفرقعات والألعاب النارية محرمة شرعًا، لأنها تندرج تحت "الإعانة على الحرام"، حيث تُستخدم في أعمال تسبب الأذى للمجتمع، وهو ما يخالف تعاليم الإسلام الداعية إلى الأمن والسلام.
كما شددت الفتوى على أن الإنفاق على الألعاب النارية يُعَدّ إهدارًا للمال في غير فائدة، وهو ما حذَّر منه القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ﴾ [الإسراء: 26-27].
القانون المصري يحظر بيع واستعمال المفرقعات
لم يقتصر الأمر على التحريم الشرعي، بل إن القانون المصري أيضًا يجرّم بيع واستعمال المفرقعات والألعاب النارية، فقد نص قانون العقوبات المصري، في المادة 102/أ-2، على عقوبات مشددة تصل إلى السجن المؤبد أو المشدد لكل من يحوز أو يتاجر في المفرقعات دون ترخيص، كما صدر قرار من وزارة الداخلية عام 2004 يمنع تداول بعض المواد المستخدمة في تصنيع الألعاب النارية، لما تمثله من خطر على النظام العام.
بناءً على ما سبق، فإن استعمال المفرقعات والألعاب النارية محرم شرعًا ومجرّم قانونًا، لما تسببه من أضرار جسدية ونفسية ومادية، ولتعارضها مع تعاليم الإسلام التي تُحَرِّم إيذاء الآخرين والتبذير.