ماهى محظورات الصيام في نهار وليل رمضان ؟ .. على جمعة يجيب

في شهر رمضان المبارك، يتسابق المسلمون لنيل الأجر والثواب من الله تعالى، ويحرصون على أداء الصيام على أكمل وجه، إلا أن هناك بعض الأمور التي قد تُفسد الصيام أو تُضيّع ثوابه، رغم أن الصائم قد يمتنع عن الطعام والشراب.
في هذا السياق، أوضح فضيلة الدكتورعلي جمعة، عضو هيئة العلماء بالأزهر الشريف ، أن الصائم لا بد أن يُمسك جوارحه عن كل ما يُغضب الله تعالى ويُنقص من أجر الصيام، مثل الغيبة والنميمة، والجدال والخصام، وقول الزور، والنظر إلى المحرمات، وقطع صلة الرحم. فهذه الأمور قد تجعل الصيام بلا فائدة حقيقية سوى الإحساس بالجوع والعطش.
حديث نبوي يُحذّر من ضياع أجر الصيام:
واستشهد فضيلة الدكتورعلي جمعة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال:
"رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ"، وهو حديث أخرجه النسائي وابن ماجه وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم.
ويعني الحديث أن هناك من يصوم لكن لا يحصل من صيامه إلا على المشقة البدنية، لأنه لم يلتزم بالآداب الروحية والأخلاقية للصيام.
الصيام والتقوى.. الهدف الأسمى للصيام:
أوضح الدكتورعلي جمعة، أن الصيام لم يُفرض فقط كعبادة بدنية، بل شُرع لتحقيق التقوى، وهي الغاية الكبرى للصيام، مستشهدًا بقول الله تعالى في سورة البقرة:
《يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ》 [البقرة: 183].
فالتقوى تعني أن يكون الإنسان مراقبًا لله في كل أفعاله وأقواله، ويتجنب ما يُضعف صيامه أو يُذهب ثوابه، ليخرج من رمضان وقد ازداد قُربًا من الله.
نصائح للحفاظ على أجر الصيام:
لكي يحافظ المسلم على ثواب صيامه ولا يقع في المحظورات التي تُضيّع الأجر، يُنصح بـ:
ضبط اللسان: تجنب الغيبة والنميمة والكلام البذيء أو المسيء.
التحكم في الغضب: الابتعاد عن الخصام والمشاحنات، واتباع وصية النبي صلى الله عليه وسلم: "فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم" (متفق عليه).
غض البصر: الابتعاد عن النظر إلى المحرمات، لأن ذلك يُفسد القلب ويضعف الإيمان.
صلة الرحم: تجنب القطيعة مع الأهل والأقارب، فصِلة الرحم من أسباب قبول الأعمال وزيادة الأجر.
استغلال الوقت في الطاعات: قراءة القرآن، الذكر، الدعاء، والقيام، حتى يتحقق الهدف الأسمى للصيام وهو التقوى.
الصيام فرصة للارتقاء بالروح
رمضان ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو مدرسة روحية تهدف إلى تهذيب النفس وتقوية الإرادة، وتعزيز الأخلاق الفاضلة، فمن أراد أن يخرج من رمضان فائزًا بالأجر والثواب، فعليه أن يجتنب كل ما يُنقص من أجر صيامه، ويحرص على استغلال هذا الشهر في ما يُقرّبه من الله تعالى.