عاجل

خبير اقتصادي: قناة السويس حافظت على مكانتها رغم التوترات الإقليمية

قناة السويس
قناة السويس

أكد الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، أن قناة السويس تمثل أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد المصري ومصدرًا رئيسيًا للإيرادات، مشيرًا إلى الدور الحيوي الذي تلعبه في تعزيز المكانة الجيوسياسية لمصر على المستويين الإقليمي والدولي.

وأوضح الدكتور وليد، في مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، أن مصر نفذت استثمارات ضخمة في تطوير القناة، شملت مشروع ازدواج القناة وتوسيع المساحات الملاحية، بالإضافة إلى تجهيزها بقطع بحرية حديثة تسهم في تحسين عمليات العبور، وتعزيز السلامة البحرية. 

الاستثمار في العنصر البشري 

كما أكد أهمية الاستثمار في العنصر البشري المؤهل تقنيًا وإداريًا لضمان كفاءة الإدارة والتشغيل، ما مكن القناة من التعامل بمرونة مع تحديات حركة المرور البحري وتسعير الرسوم.

وأضاف الخبير الاقتصادي أن قناة السويس تعد كيانًا ناجحًا يتمتع بقدرة فنية وتجارية عالية، ساهمت في الحفاظ على مكانتها رغم الأزمات الإقليمية في البحر الأحمر. ولفت إلى أن مشروع ازدواج القناة أسهم في تقليل زمن عبور السفن وخفض تكاليف الرحلة، مما زاد من تنافسية القناة وجاذبيتها أمام الناقلين البحريين.

وأشار إلى أن إيرادات القناة تجاوزت 9 مليارات دولار قبل تداعيات الأزمات الأخيرة في غزة ومضيق باب المندب، مع توقعات بزيادة الإيرادات خلال الفترة المقبلة مع تحسن الأوضاع الإقليمية. وأكد أن قناة السويس تمثل نموذجًا ناجحًا للاستثمار في البنية التحتية البحرية، وتسهم بشكل فعّال في تحقيق التنمية الاقتصادية لمصر.

 الأحداث أثرت سلباً على الإيرادات على المدى القصير

وأوضح أن هذه الأحداث أثرت سلباً على الإيرادات على المدى القصير، لكنه نوه إلى أن الاستثمارات في تطوير القناة تؤهلها لتحقيق نمو سريع في المستقبل، مستعينا بتوقعات صندوق النقد الدولي التي تشير إلى ارتفاع إيرادات القناة إلى نحو 12 مليار دولار بحلول عام 2030، لكنه أشار إلى أن القدرات الفعلية للقناة قد تسمح بتجاوز هذا الرقم ليصل إلى 15 مليار دولار مع استقرار الأوضاع العالمية.

المخاطر المحتملة والتحديات المستقبلية

وأوضح الدكتور وليد أن انخفاض عدد السفن المارة بسبب أي اضطرابات قد يؤثر على الإيرادات، لكن مصر تعمل على تقديم خدمات مضافة للسفن مثل الإنقاذ البحري، وصيانة السفن، وتزويدها بالوقود، لتعزيز الإيرادات من هذه الخدمات وتخفيف الاعتماد على عدد السفن فقط.

وأشار إلى وجود منظومة استراتيجية متكاملة، من بينها خط السكك الحديدية الذي يربط العين السخنة بالعلمين، كبديل لنقل البضائع الخفيفة، بالإضافة إلى محاور برية مثل محور 26 يوليو الذي يربط بين العين السخنة وبورسعيد ودمياط، ما يوفر خيارات نقل تنافسية، مؤكدا أن قناة السويس تظل الخيار الأمثل للشحن الثقيل، بينما تتيح البدائل البرية تقليل الضغط على القناة وتعزيز القدرة التنافسية لمصر في حركة التجارة العالمية.

تم نسخ الرابط