عاجل

«MAGA» في الملاعب... كيف انعكس شعار ترامب على طموحات الاسكواش الأمريكي؟

فريق الإسكواش
فريق الإسكواش

في وقت تتسارع فيه الخطى لتطوير مختلف القطاعات في الولايات المتحدة، يبدو أن شعار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى (MAGA)" لم يعد مقتصرًا على الجوانب السياسية والاقتصادية فقط، بل بدأ يجد طريقه إلى ميادين الرياضة، وتحديدًا رياضة الاسكواش، التي تشهد حاليًا واحدة من أهم مراحل تطورها في الولايات المتحدة.

وبحسب مصادر مطلعة لـ "نيوز رووم"، فإن المنتخب الأمريكي للناشئين في الاسكواش يعيش فترة ذهبية من حيث البيئة التدريبية الداعمة، والشراكات الدولية الطموحة، والإيمان بقدرات الجيل الجديد من اللاعبين. ويأمل القائمون على المنتخب في أن تثمر هذه الجهود عن حصد ميدالية أولمبية في دورة الألعاب الأولمبية لوس أنجلوس 2028، التي ستشهد للمرة الأولى إدراج رياضة الاسكواش ضمن منافساتها الرسمية.

وفي هذا السياق، عبّر لاعبو المنتخب الأمريكي للناشئين، خلال مشاركتهم في بطولة العالم للناشئين المقامة حاليًا في القاهرة، عن تطلعهم للاستفادة من التجربة المصرية الرائدة في هذه الرياضة، والتي تُعد نموذجًا عالميًا يُحتذى به، خاصة وأن مصر تهيمن على صدارة التصنيف العالمي في الاسكواش منذ سنوات.

تعزيز الروابط الثقافية 

وعلى هامش البطولة، نظّمت السفارة الأمريكية بالقاهرة لقاءً جمع أعضاء المنتخب الأمريكي بعدد من الشخصيات الرياضية والدبلوماسية. وفي كلمتها خلال اللقاء، أكدت جينا كابريرا، المتحدثة الرسمية باسم السفارة، أن الاسكواش ليس مجرد رياضة بالنسبة لمصر، بل هو عامل مهم في تعزيز الروابط الثقافية بين البلدين.

وقالت كابريرا: "هناك فرصة رائعة للاحتفاء بالمواهب المتميزة والتفاني الذي يقدّمه الرياضيون الشباب من أمريكا ومصر. فالاسكواش رياضة محبوبة جدًا في مصر، ونؤمن بأنها ستكون منصة جديدة لتقوية الصداقة بين شعبينا".

وأضافت: "نحن متحمسون للغاية للمشاركة التاريخية القادمة في أولمبياد لوس أنجلوس 2028. إنها لحظة استثنائية ستمنح الرياضيين من مصر، وأمريكا، ومختلف أنحاء العالم، الفرصة للتألق على أكبر مسرح رياضي في العالم".

وقالت: "فِرق الناشئين من مصر وأمريكا أثبتوا مهاراتهم العالية وروحهم القوية، ومشاركتهم هنا دليل على الشراكة القوية التي تجمع بين بلدينا. نحن فخورين بما حققوه لحد دلوقتي، ومتشوقين إلى اللحظات المثيرة في الملعب. هذه الفعاليات هم ما يذّكرنا بقدرة الرياضة على تقريب الناس من بعض وخلق صداقات تدوم".
كما قال أليكس أرنيل، قائد منتخب الناشئين الأمريكي للذكور، وهو من ولاية فلوريدا: "نحن مستعدون للمضي قدمًا في تحقيق إنجازات أكبر." بينما أكدت أليكس جافي قائدة فريق الفتيات، من ولاية فيلادلفيا، أن الهدف هو تمثيل مشرف وفعّال لبلادها في البطولات العالمية.

على طريق الاحتراف

أكد نيك تايلور، المدرب الوطني ورئيس برنامج تطوير المواهب في الاتحاد الأمريكي، أن الفريق ستعد للأولمبياد منذ الآن "اللاعبون الذين أعمارهم بين 17 و19 عامًا سيكونون في ذروة نضجهم البدني والذهني عند حلول موعد لوس أنجلوس 2028. لدينا أسماء واعدة بالفعل، ولا يبعدون كثيرًا عن مستوى الفريق الأول."

وأضاف: "الهدف ليس فقط تحقيق ميدالية، بل خلق جيل يؤمن بإمكانياته ويعكس صورة مشرفة للعبة في أمريكا. نحن نعمل على بناء بيئة تدريبية تشمل عناصر اللياقة، والتغذية، والجانب الذهني، بالتعاون مع نخبة من الخبراء."

وأعرب تايلور عن طموحاته في أن يشكل هذا الجيل الحالي من اللاعبين، مثل أليكس وجافي، نواة للمنتخب الأولمبي "نعمل على إنشاء برامج تنقل المواهب من الفئات العمرية الصغيرة إلى الفريق الأول بسلاسة. نركز على الإلهام قبل أي شيء، لأن الموهبة وحدها لا تكفي."

بين مصر وأمريكا

تحدث المدرب المصري كريم إبراهيم، الذي يقود الطاقم الفني الأمريكي ويقيم حاليًا في فيلادلفيا، عن رحلته من نشأته في مصر إلى قيادة فريق أمريكي على أرض وطنه "لا أنكر أن هناك مشاعر مختلطة عندما أعود إلى مصر مع فريق أمريكي. لكن في النهاية، نحن في مهمة رياضية سامية، والهدف هو التطوير وبناء الجسور، لا الصراع."

وأشار إبراهيم إلى أن "الاسكواش في أمريكا لا يزال في مرحلة التطوير مقارنة بمصر، التي سبقتها بعقود، لكن ما نملكه في الولايات المتحدة هو الإمكانيات، والتخطيط طويل المدى، والدعم المؤسسي."
وعلى الجانب الفني، أوضح كريم أن "في مصر، يتم التركيز على المهارات والتكتيك منذ سن مبكرة، ويكون اللاعبون قد أتقنوا الأساسيات في عمر 10 أو 11 عامًا. بينما في أمريكا، يبدأ اللاعبون لاحقًا، لكننا نعوّض ذلك بالتركيز على اللياقة، والاستدامة، والجانب الذهني."

وتابع: "الفرق الأساسي أن الإعداد في أمريكا يعتمد على المنظومة. لدينا دعم نفسي وغذائي وبدني. في حين يعتمد النجاح في مصر على المجهود الفردي للاعب وعائلته ومدربيه في النادي."

حلم الميدالية الأولمبية

أكد تايلور وكريم على أهمية التعاون مع دول ذات خبرات كبيرة مثل مصر وإنجلترا. "بدأنا بالفعل دعوة لاعبين دوليين للتدريب في مركز سبيكتر في فيلادلفيا، ونرسل لاعبينا إلى مصر وإنجلترا لاكتساب الخبرة. هذا التبادل مهم لبناء شخصية اللاعب وتوسيع آفاقه"، بحسب تايلور.

ورغم صعوبة المنافسة مع بلد قديم ومسيطر في اللعبة مثل مصر، يعتقد المدربون أن الهيكلية الحديثة في أمريكا والتطوير المستمر قد يؤهل الفريق الأمريكي لحصد ميدالية في لوس أنجلوس 2028، خاصة في فئة السيدات.

أما لاعبو الفريق، فقد أشاروا إلى أن الطموح حاضر والتحدي مقبول. وقالت جافي: "المنافسة ضد أسماء كبيرة، مثل أمينة عرفي، في بطولات كبرى عززت ثقتي في نفسي." 

وأضافت: "أعتمد على التدريب الذهني والبدني المكثف. كما أن وجود أختي التوأم في الفريق ساعدني كثيرًا على الاستعداد نفسياً."

كما أوضح أرنيل أنه بعد مشاركته في بطولة بريطانيا للناشئين قبل عامين، أدرك أنه "ليس بعيدًا عن القمة"، وأن ذلك منحه الدافع للعمل أكثر.

تم نسخ الرابط