مصدر إسرائيلي: مفاوضات هدنة غزة تتقدم ببطء لكنها تجاوزت العقبات الرئيسية

كشف مصدر إسرائيلي مطلع أن مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة تشهد تقدماً بطيئاً، لكنها تجاوزت العقبات الرئيسية التي كانت تعرقل سيرها.
وأوضح المصدر لشبكة CNN الأمريكية أن هذه العقبات تمثلت في مسألة انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من محور موراج، وهو موقع أمني استراتيجي في جنوب قطاع غزة، إلى جانب الحصول على ضمانات بإنهاء الحرب، دون توضيح التفاصيل المتعلقة بهذه الضمانات.
وأضاف المصدر أن تركيز المحادثات حالياً يتمحور حول القوائم ، في إشارة إلى لوائح الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين المتوقع تبادلهم بمجرد التوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أن هذا الجزء عادة لا يستغرق وقتاً طويلاً.
المصدر الإسرائيلي يزعم رغبة نتنياهو في التوصل إلى اتفاق
وزعم المصدر أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطمح إلى التوصل إلى اتفاق، ليس فقط لأنه الخيار الصحيح، وإنما أيضاً نتيجة "الضغوط الأمريكية".
وكانت إسرائيل وحركة حماس قد تبادلتا الاتهامات بتعطيل المفاوضات في جولتها الأخيرة، حيث أصدر الطرفان بيانين منفصلين يوم الجمعة، ألقى كل منهما اللوم على الآخر بشأن التأخير في التقدم.
وفي تطور ميداني موازٍ، أعلن برنامج الأغذية العالمي أن قافلة إنسانية تابعة له مكوّنة من 25 شاحنة محمّلة بمساعدات غذائية عبرت صباح 20 يوليو من معبر زيكيم الحدودي نحو شمال قطاع غزة، بهدف إيصال الإمدادات إلى السكان الذين يواجهون شبح المجاعة.
لكن القافلة واجهت حشوداً من المدنيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات بفارغ الصبر، لتتحول الأوضاع بشكل مأساوي بعد أن تعرض هؤلاء المدنيون لإطلاق نار من قبل دبابات إسرائيلية وقناصة، وفقاً لما أعلنه البرنامج.
برنامج الأغذية العالمي: ينبغي ألا تتواجد أي جماعات مسلحة قرب القوافل الإنسانية
وفي بيان رسمي نشره على منصة "إكس"، أعرب برنامج الأغذية العالمي عن حزنه العميق إزاء هذا الحادث الذي أسفر عن سقوط عدد غير معروف من القتلى، بالإضافة إلى إصابات بالغة في صفوف من كانوا يحاولون فقط الحصول على الغذاء لأسرهم.
وأشار البيان إلى أن هذا الحادث يعكس تدهور البيئة الأمنية التي تعمل فيها الفرق الإنسانية في غزة، رغم الوعود الإسرائيلية السابقة بأن العمليات العسكرية لن تتداخل مع مسارات المساعدات الإنسانية.
وأضاف البرنامج: "ينبغي ألا تتواجد أي جماعات مسلحة قرب القوافل الإنسانية، وقد تم تكرار هذا الطلب مراراً لجميع أطراف النزاع. يجب وقف إطلاق النار فوراً في محيط قوافل المعونات ونقاط توزيع الغذاء، إذ أن أي أعمال عنف في هذه السياقات أمر مرفوض تماماً".
وشدد برنامج الأغذية العالمي على تمسكه بمبادئ الحياد والاستقلالية، والتي تُعد من الأسباب الرئيسية لثقة المجتمعات المحلية فيه، مؤكداً أن توفير الحماية للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني ضرورة لا غنى عنها، حيث لا يمكن للبرنامج الاستمرار في عمله دون ضمانات أمنية أساسية.
كما لفت البيان إلى أن أزمة الجوع في غزة بلغت مستويات غير مسبوقة، حيث يلقى الناس حتفهم جراء نقص المساعدات وسوء التغذية، فيما تشير الإحصاءات إلى وجود نحو 90 ألف امرأة وطفل في حاجة عاجلة للعلاج.
وأضاف أن نحو ثلث سكان غزة لا يتناولون الطعام لعدة أيام، في وقت تجاوز فيه سعر كيس الدقيق الواحد (كيلوغرام واحد) حاجز 100 دولار في الأسواق المحلية.
وأكد البرنامج أن التوسع السريع والواسع النطاق في توزيع المساعدات الغذائية هو السبيل الوحيد لتحقيق استقرار الوضع، وتهدئة حالة القلق المتفاقمة، وبناء الثقة في أن المزيد من الغذاء قادم.
وتابع البيان أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار أصبح ضرورة ملحة، مطالباً بالإفراج عن جميع الرهائن، وضمان وصول المساعدات إلى المدنيين في كافة مناطق قطاع غزة بطريقة آمنة ومنظمة ويمكن التنبؤ بها.
وأشار إلى جاهزية البرنامج للقيام بهذه المهمة، حيث يمتلك مخزونات غذائية قريبة من القطاع، وفرقاً متمرسة على الأرض، وأنظمة استجابة فعّالة، داعياً المجتمع الدولي وكل أطراف النزاع إلى التحرك العاجل لتأمين إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها داخل غزة، ودون أي عوائق.