الكرملين يرحب بجولة مفاوضات جديدة مع أوكرانيا لتقيرب وجهات النظر

أعلن الرئاسة الروسية الكرملين، اليوم الاثنين، تأييده لعقد جولة جديدة من محادثات السلام مع أوكرانيا، مؤكدًا أن التناقض العميق في المواقف بين الجانبين يتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة لتقريب وجهات النظر.
وكان قد أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت الماضي، أن بلاده تقدمت بمقترح رسمي لموسكو لعقد جولة تفاوضية جديدة خلال الأسبوع الجاري، مشددًا على ضرورة تسريع وتيرة المحادثات بهدف التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، واحتواء التصعيد المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.
من جانبه، أشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إلى أن موسكو ستحدد موعد الجولة المقبلة فور التوصل إلى تفاهم نهائي مع الجانب الأوكراني، موضحًا أن هناك مشروعين لمذكرة تفاهم مطروحين من قبل الطرفين، لكن الاختلافات الجوهرية بينهما لا تزال قائمة حتى الآن.
المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا
الجدير بالذكر أن روسيا وأوكرانيا كانتا قد عقدتا جولتين من المفاوضات في إسطنبول خلال شهري مايو ويونيو الماضيين، أسفرتا عن تبادل عدد كبير من أسرى الحرب ورفات الجنود، دون أن تحقق أي تقدم ملموس نحو وقف العمليات العسكرية أو التوصل إلى تسوية سياسية.
وأعلن زيلينسكي أن كييف تخوض حاليًا مفاوضات متقدمة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعقد صفقة واسعة النطاق لتطوير وتوريد الطائرات المسيّرة، في خطوة من شأنها تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في المجال الدفاعي والتكنولوجي.
وأكد الرئيس الأوكراني أن الاتفاق المحتمل سيشمل تطويرًا مشتركًا لتقنيات الطائرات المسيّرة، مستفيدًا من خبرات بلاده الميدانية خلال الحرب، معتبرًا أن الصفقة ستمثل إضافة نوعية للقدرات الدفاعية الأمريكية، ومكسبًا حقيقيًا للطرفين.
وفيما نقلت تقارير صحفية عن تشجيع ترامب لأوكرانيا على تنفيذ ضربات عسكرية مباشرة داخل الأراضي الروسية كوسيلة للضغط على موسكو، نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، هذه المزاعم، مؤكدة أن ترامب يركز على دفع الطرفين نحو حل سلمي ينهي الصراع القائم.
وكان ترامب قد منح موسكو مهلة زمنية مدتها خمسون يومًا للتوصل إلى اتفاق سلام، مهددًا بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الروسية، إضافة إلى فرض عقوبات ثانوية على الدول التي تواصل شراء الطاقة من روسيا في حال عدم الالتزام بالموعد المحدد.
من جهة أخرى، أعلن النائب الأوكراني دميتري رازومكوف أن كييف بصدد مراجعة عضويتها في اتفاقية المعادن الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، في خطوة قد تُلقي بظلالها على العلاقات الثنائية إذا تم تنفيذها، وتفتح الباب أمام توترات جديدة بين البلدين.