داعية إسلامية تكشف الفرق بين الغيرة بالفطرة والمرض (فيديو)

أكدت الداعية الإسلامية الدكتورة أميرة رسلان أن الغيرة تعد شعورًا فطريًا يولد مع الإنسان، مشيرة إلى أن الإسلام يعترف بهذا الشعور الطبيعي، لكنه يوجهه نحو المسار الصحيح الذي لا يسبب أذى للآخرين أو للنفس.
واستشهدت الدكتورة بموقف النبي محمد ﷺ عندما كسرت إحدى زوجاته إناء الطعام بدافع الغيرة، فتعامل معها بحكمة ورحمة، واكتفى بالقول: "غارت أمكم"، مما يعكس تفهّمه لهذا الشعور الإنساني والتعامل معه برفق دون تعنيف أو لوم قاسٍ.
الغيرة الإيجابية والسلبية
جاءت هذه التصريحات خلال حلقة برنامج "بنات النبي"، المذاع على قناة "الناس"، يوم السبت، حيث تناولت الدكتورة أميرة رسلان الفرق بين الغيرة الطبيعية والغيرة المرضية، موضحة أن الغيرة قد تكون إيجابية إذا دفعت الإنسان إلى تطوير ذاته والاقتداء بالناجحين، حيث تصبح حينها دافعًا للتحفيز والعمل الجاد بدلًا من أن تكون سببًا للإحباط والمشاعر السلبية.
وأوضحت الدكتورة أميرة أن الغيرة تصبح مشكلة عندما تتحول إلى حسد وحقد، ما يدفع الإنسان إلى الشعور بالضيق من نجاح الآخرين بدلاً من التركيز على تحقيق أهدافه الخاصة. وفي هذا السياق، أشارت إلى أن علماء النفس يحذرون من الغيرة المرضية، التي تتسم بالشعور المستمر بعدم الرضا، والعدائية تجاه الآخرين، مما قد يؤدي إلى مشكلات نفسية واجتماعية تؤثر على العلاقات الشخصية والمهنية.
كما لفتت إلى أن بعض الأشخاص قد يعانون من الغيرة نتيجة انخفاض تقدير الذات، مما يجعلهم يشعرون بعدم الكفاية أمام إنجازات الآخرين، وهو ما قد يدفعهم إلى الدخول في دائرة من المشاحنات والاضطرابات النفسية.
طرق علاج الغيرة
وأكدت الدكتورة أميرة رسلان أن علاج الغيرة يبدأ من الرضا بما قسمه الله، والعمل على تطوير الذات بدلًا من الانشغال بمقارنة النفس بالآخرين.
كما شددت على ضرورة الاستعاذة من الشيطان عند الشعور بالغيرة، حيث يعد الحسد أحد أبواب الشيطان التي يوسوس بها للإنسان ليوقعه في الكراهية والعداوة.
كما أوضحت أن الصداقة الحقيقية يجب أن تقوم على الدعم والتشجيع، وليس على التنافس السلبي، مشيرة إلى أن العلاقات التي تقوم على الحسد والمقارنات المستمرة تكون علاقات غير صحية قد تؤدي إلى انهيار الثقة بالنفس وزيادة المشاعر السلبية.

الصداقة الحقيقية
ودعت الدكتورة أميرة إلى تحويل الغيرة إلى طاقة إيجابية تدفع الإنسان نحو النجاح بدلًا من أن تكون سببًا في المشاحنات والاضطرابات النفسية، مؤكدة أن كل شخص لديه طريقه الفريد في الحياة، وأن التركيز على تطوير الذات والسعي لتحقيق الأهداف الشخصية هو السبيل الأفضل لتحقيق الرضا والسعادة.