عاجل

عمرو خالد: النبي صلى الله عليه وسلم رمزا للوفاء وصيانة العشرة |فيديو

عمرو خالد
عمرو خالد

حذَّر الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، من خيانة العشرة وعدم الوفاء لأهل الفضل، مؤكدًا أن الوفاء برد الجميل والإعتراف بفضل الآخرين من شيم المؤمنين التي يحبها الله ورسوله.

 وأوضح أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كان مثالًا يُحتذى به في الوفاء وصيانة العشرة، ولم ينس أبدًا من وقف بجانبه أو كان له فضل عليه في حياته.

تكريمًا لأصحاب الفضل

وفي حديثه عن الوفاء، أوضح عمرو خالد أن النبي صلى الله عليه وسلم، اختار اسم "فاطمة" لابنته تيمنًا باسم اثنتين من النساء اللاتي كان لهن دور كبير في حياته، فاطمة بنت عمرو، جدة النبي، التي قامت بتربية والده عبد الله، ثم اعتنت بالنبي بعد وفاته، وفاطمة بنت أسد، زوجة عمه أبي طالب، التي احتضنته وربّته عندما انتقل إلى بيت عمه.

وعندما كبر النبي صلى الله عليه وسلم، وتزوج السيدة خديجة، كان أول قراراته أن يأخذ علي بن أبي طالب ليعيش في بيته، وذلك تقديرًا لفضل عمه أبي طالب، الذي وقف بجانبه وسانده طوال حياته. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل زوّج ابنته فاطمة لعلي بن أبي طالب لاحقًا، ليؤكد بذلك على أهمية الوفاء ورد الجميل.

الوفاء في المواقف النبوية

من أبرز المواقف التي جسدت وفاء النبي صلى الله عليه وسلم، موقفه مع الصحابي جابر بن عبد الله، الذي فقد والده عبد الله بن حرام في غزوة أحد، تاركًا وراءه ديونًا وتسع بنات. لم يتركه النبي وحيدًا، بل حرص على سد ديونه، وسانده في محنته.

وفاء النبي لأم أيمن 

لم ينس النبي فضل بركة الحبشية "أم أيمن"، التي كانت حاضنته بعد وفاة أمه، وكان يصفها قائلًا: "هذه أمي بعد أمي". وعندما تُوفي زوجها، حرص على تزويجها من الصحابي زيد بن حارثة، ليمنحها حياة كريمة ويعبر عن وفائه لها.

تحرير سلمان الفارسي 

كان سلمان الفارسي واحدًا من النماذج التي لم ينسها النبي، فقد ظل سلمان عبدًا ليهودي حتى هاجر النبي إلى المدينة. عندما التقى سلمان بالنبي وأخبره بقصته، قرر النبي مساعدته، وأمر الصحابة بجمع 300 فسيلة نخل و40 أوقية ذهب لتحريره. وعندما حصل النبي على قطعة ذهب تزن بيضة دجاجة، أعطاها لسلمان، قائلًا: "خذها، فإن الله عز وجل سيؤدي بها عنك". وبالفعل، أُعتق سلمان وشهد مع النبي غزوة الخندق.

الوفاء لأبي بكر

كان النبي يُكن حبًا واحترامًا عظيمًا لأبي بكر الصديق، وكان دائمًا ما يُثني عليه، قائلًا: "ما من أحد كانت له عندنا يد إلا كافأناه بها، إلا أبا بكر، فإن له عندنا يدًا لا يكافئه عليها إلا الله يوم القيامة".

وفي موقف مؤثر، عندما اختلف أبو بكر وعمر بن الخطاب، ورفض عمر الاعتذار، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت، وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟"، فكان ذلك تأكيدًا لمكانة الصديق عند النبي.

وفاء النبي لـ"مكة"

حتى في يوم فتح مكة، لم ينس النبي صلى الله عليه وسلم من وقف بجانبه يومًا، فطلب من أصحابه أن يبنوا له خيمة عند قبر السيدة خديجة، ليؤكد على مكانتها في قلبه رغم مرور 12 عامًا على وفاتها.

كما لم ينسى النبي مطعم بن عدي، الذي أكرمه وحماه خلال عودته من الطائف، وقال يوم غزوة بدر: "لو كان مطعم بن عدي حيًا ثم كلمني في هؤلاء الأسرى لتركتهم له".

درس نبوي في الوفاء 

من خلال هذه المواقف، يتجلى لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن فقط رسولًا يحمل رسالة التوحيد، بل كان أيضًا نموذجًا في الوفاء ورد الجميل. لقد علّم البشرية كيف يكون التقدير والاعتراف بالفضل، بغض النظر عن الظروف والمواقف، مؤكدًا أن "إياك أن تبيع من اشتروك مهما كان الثمن".

تم نسخ الرابط