إفطار المطرية.. أكبر مائدة رمضانية تتحول إلى أيقونة تجمع المصريين (فيديو)

في قلب حي المطرية بالقاهرة، تتواصل الاستعدادات لتنظيم أكبر مائدة إفطار رمضانية في الوطن العربي، حيث بات هذا الحدث السنوي يمثل علامة فارقة في تقاليد الشهر الفضيل.
الآلاف من المصريين، إلى جانب ضيوف من مختلف أنحاء العالم، يتوافدون سنويًا للمشاركة في هذه التجربة الفريدة التي تجسد قيم التلاحم والتكافل الاجتماعي.
كرنفال رمضاني المطرية
في تقرير بثته قناة "إكسترا نيوز"، كشفت المراسلة نجاة الجبالي عن أن عملية الإعداد لهذا الحدث الضخم بدأت قبل ثلاثة أشهر، بمشاركة أكثر من ألفي متطوع من سكان المطرية، الذين عملوا على تجهيز الموائد وتحضير الوجبات لاستيعاب 100 ألف صائم، في مساحة تمتد عبر 18 شارعًا رئيسيًا.
وقد تمكن القائمون على الفعالية من تجهيز 50 ألف وجبة حتى ظهر اليوم، وسط استمرار عمليات الطهي والتجهيز لضمان تلبية العدد المستهدف.
إرث رمضاني منذ 2013
تأسس تقليد إفطار المطرية عام 2013، ومنذ ذلك الحين، أصبح أحد أبرز معالم الشهر الفضيل في مصر، باستثناء عامي جائحة كورونا، حين توقفت الفعالية التزامًا بالإجراءات الاحترازية. ومع عودته مجددًا بقوة، سجل الإفطار الجماعي هذا العام رقمًا قياسيًا، مع إقامة 2500 مائدة، ما يجعله الحدث الأكبر في تاريخه.
تحولت المطرية خلال شهر رمضان إلى ساحة احتفالية مفتوحة، حيث تتزين الشوارع بالأضواء والزينة الرمضانية، بينما تنتشر الفوانيس التقليدية التي تضفي أجواء روحانية خاصة على المكان. ولم يعد هذا الإفطار الجماعي مقتصرًا على سكان الحي، بل أصبح وجهة رئيسية للمصريين من مختلف المحافظات، إلى جانب ضيوف عرب وأجانب، وشخصيات عامة ومؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يوثقون هذه اللحظات الاستثنائية وينقلونها إلى متابعيهم حول العالم.
روح التكافل والتلاحم
لا يُعتبر إفطار المطرية مجرد مائدة رمضانية ضخمة، بل هو تعبير حي عن روح التعاون والتضامن بين المصريين. فالمشاركة في التحضير والتنظيم لا تقتصر على المتطوعين، بل تمتد إلى الأهالي الذين يسهمون في توفير الطعام والمستلزمات، مما يجعل الحدث نموذجًا لمبادرات العطاء والعمل الجماعي.
الأجواء المليئة بالمودة والتعاون تعكس القيم النبيلة التي يتميز بها الشهر الكريم، حيث يجتمع الجميع على مائدة واحدة دون تفرقة، في مشهد يجسد أسمى معاني الأخوة الإنسانية.

الحدث الرمضاني الأبرز
مع اقتراب موعد الإفطار، تتجه أنظار الجميع إلى شوارع المطرية، التي ستشهد واحدة من أكبر تجمعات الإفطار الجماعي في العالم. آلاف الصائمين سيتدفقون للمشاركة في هذه التجربة الفريدة، التي أصبحت مع مرور السنوات رمزًا للتآخي والتلاحم المجتمعي.
إن رمضان في مصر ليس مجرد شهر للصيام، بل هو مناسبة تتجلى فيها قيم العطاء والتواصل، وإفطار المطرية خير مثال على ذلك، حيث يلتقي الناس من مختلف الخلفيات ليشاركوا في لحظة إنسانية مفعمة بالمحبة والتضامن.