عبد الرحيم ريحان: تحديث إضاءة الأهرامات نقلة تبرز عبقرية المصري القديم |فيديو

أشاد الدكتور عبد الرحيم ريحان، الخبير الأثري، بمشروع تحديث نظام الإضاءة الداخلي لأهرامات الجيزة، مشيرًا إلى أن هذا التطوير لا يُعد مجرد تحديث تقني، بل يمثل نقلة نوعية في طريقة عرض التراث المصري القديم للعالم، ويعزز من جاذبية الأهرامات كأحد أعظم المعالم السياحية والتاريخية في العالم.
وأوضح عبد الرحيم ريحان، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "هذا الصباح" على قناة "إكسترا نيوز"، أن النظام الجديد يكشف تفاصيل داخلية مذهلة كانت مهملة بصريًا لسنوات، مثل الممرات الداخلية، والمصاعد، وحجرات الدفن، مؤكدًا أن التجربة البصرية أصبحت "لوحة فنية مبدعة" تستحق أن تُروّج عالميًا كأحد أسباب زيارة الهرم الأكبر.
جماليات العمارة القديمة
أشار عبد الرحيم ريحان إلى أن الإضاءة الداخلية التي تم تركيبها مؤخرًا تسلط الضوء على جماليات العمارة المصرية القديمة وعبقريتها في تصميم الفراغات الداخلية، مشيرًا إلى أن هذه الإضاءة تم اختيارها بعناية فائقة لتتناسب مع طبيعة المواد الأثرية، دون أن تسبب أي ضرر أو تغيّر في ألوان أو خواص الأحجار الأصلية.
وأضاف عبد الرحيم ريحان أن المشروع اعتمد على تقنيات صديقة للبيئة، إلى جانب كونها آمنة ومستدامة وسهلة الصيانة، ما يجعلها مثالية للاستخدام داخل موقع أثري بحساسية أهرامات الجيزة.
أكبر دعاية لدخول الهرم
لفت عبد الرحيم ريحان إلى أن الصور التي نُشرت مؤخرًا من داخل الهرم الأكبر بعد تشغيل نظام الإضاءة الجديد، أظهرت فارقًا بصريًا مذهلًا، جعل من التجول داخل الهرم تجربة بصرية فريدة، موضحًا أن الكثير من الزوار كانوا يجهلون روعة التفاصيل الداخلية بسبب ضعف الإضاءة في السابق، بينما الآن أصبحت هذه التفاصيل واضحة وتضفي طابعًا أسطوريًا على المكان.
وأكد الخبير الأثري، أن "السائح الذي يأتي إلى مصر، تكون أولى رغباته زيارة الهرم"، مشيرًا إلى أن التطوير الجديد سيُضاعف من إقبال الزوار على الهرم الأكبر تحديدًا، حتى لمن سبق لهم زيارة المنطقة من قبل، حيث أصبح الدخول إلى الهرم يمثل تجربة بصرية مختلفة تمامًا.
دعم السياحة وتعزيز الهوية
أوضح عبد الرحيم ريحان أن المشروع لا يقتصر على خدمة الجانب السياحي فقط، بل يحمل بُعدًا حضاريًا مهمًا، إذ يُظهر للعالم قدرة مصر على تطوير مواقعها الأثرية وفقًا لأعلى المعايير الدولية دون المساس بأصالة المواقع أو طابعها التاريخي.
كما أشار إلى أن هذا النوع من التطوير يمثل أداة فعالة في تعزيز الهوية الثقافية والحضارية لمصر، وإعادة تقديم معالمها القديمة بلغة بصرية معاصرة تُخاطب السياح من مختلف الجنسيات والثقافات.

دعوة لمشروعات مماثلة
في ختام مداخلته، دعا الدكتور عبد الرحيم ريحان إلى تكرار التجربة في مواقع أثرية أخرى، مثل معابد الأقصر والكرنك ووادي الملوك، مؤكدًا أن التحديثات المدروسة في وسائل العرض يمكن أن تُحدث نقلة نوعية في خريطة السياحة المصرية، وتسهم في جعل مصر مركزًا عالميًا للسياحة الثقافية.