عاجل

في أول زيارة للمدينة المنكوبة.. رئيس وزراء السودان يتعهد بإعادة إعمار الخرطوم

كامل إدريس (وسط)،
كامل إدريس (وسط)، المسؤول السابق في الأمم المتحدة

تعهد رئيس الوزراء السوداني، كميل إدريس، بإعادة إعمار العاصمة الخرطوم، وذلك في أول زيارة له للمدينة منذ توليه منصبه في مايو، بعد أن مزقتها الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

 خطط لإطلاق مشاريع إعادة تأهيل واسعة

وخلال جولته في المطار المدمر والجسور ومحطات المياه، كشف إدريس عن خطط لإطلاق مشاريع إعادة تأهيل واسعة، تمهيدًا لعودة جزء من ملايين السودانيين الذين فرّوا من أعمال العنف.

وقال إدريس، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية: "ستعود الخرطوم كعاصمة وطنية شامخة."

وكانت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد اندلعت في قلب الخرطوم في أبريل 2023، ما أدى إلى تمزيق المدينة وتحويلها إلى ساحة قتال.

وتقدّر الأمم المتحدة أن عشرات الآلاف لقوا حتفهم في العاصمة، فيما فرّ منها نحو 3.5 مليون شخص.

 مهمة إعادة الإعمار تبدو شبه مستحيلة

وبحسب المكتب الإعلامي لحكومة ولاية الخرطوم، زار إدريس،  مقر القيادة العامة للجيش والمطار، وهما من الرموز السيادية التي استعادها الجيش مطلع هذا العام، إلى جانب القصر الرئاسي، في خطوة كرّست هيمنته على العاصمة.

لكن مهمة إعادة الإعمار تبدو شبه مستحيلة، إذ قدرت الحكومة التكلفة الإجمالية للمشاريع بـ700 مليار دولار على مستوى البلاد، نصفها تقريبًا مخصص للخرطوم وحدها.

وبينما لا تزال الحكومة الموالية للجيش تعمل من بورتسودان على البحر الأحمر بعد انتقالها إليها في بداية الحرب، بدأت في التخطيط لعودة الوزارات إلى الخرطوم، رغم استمرار القتال في مناطق أخرى من السودان.

كما أطلقت السلطات عمليات لدفن الجثث المنتشرة في العاصمة، وإزالة آلاف الذخائر غير المنفجرة، واستئناف تقديم الخدمات الحكومية.

وخلال زيارة لمصفاة الجيلي أكبر مصفاة نفط في السودان وتقع شمال الخرطوم وعد إدريس بأن تعود المؤسسات الوطنية إلى العمل "بصورة أفضل مما كانت عليه".

 أسوأ أزمات الجوع والنزوح على مستوى العالم

وكانت المصفاة، التي أُعيدت السيطرة عليها في يناير الماضي، قد تعرضت لأضرار جسيمة، وأكد مسؤولون لوكالة الصحافة الفرنسية أن إعادة تشغيلها قد تستغرق سنوات وتتطلب استثمارات لا تقل عن 1.3 مليار دولار.

ويُذكر أن إدريس، وهو دبلوماسي مخضرم ومسؤول سابق في الأمم المتحدة، عُيّن في مايو الماضي من قِبل قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الحاكم الفعلي للسودان لتشكيل حكومة أُطلق عليها اسم "حكومة الأمل".

وقد تسببت الحرب في أسوأ أزمات الجوع والنزوح على مستوى العالم، حيث يعاني نحو 25 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي الحاد، كما شُرّد أكثر من 10 ملايين داخل البلاد، وفرّ 4 ملايين آخرين عبر الحدود.

ولا تزال المعارك مشتعلة في ولايتي جنوب كردفان وغرب دارفور، حيث تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب مجازر بحق المئات ضمن محاولاتها السيطرة على المزيد من الأراضي.

تم نسخ الرابط