عاجل

مظاهرات حاشدة فى تل أبيب للمطالبة بوقف حرب غزة وإنجاز صفقة الأسرى

مظاهرات تل ابيب
مظاهرات تل ابيب

شهدت مدينة تل أبيب، مساء السبت، خروج عشرات الآلاف من المتظاهرين الإسرائيليين بالقرب من السفارة الأمريكية بتل أبيب تطالب بالتوصل إلى اتفاق مع حركة "حماس" يُنهي القتال الدائر في قطاع غزة، ويفضي إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين هناك.

استمرار الضغط الشعبي على حكومة نتنياهو

هذه التظاهرات ليست الأولى من نوعها، بل تأتي استكمالاً لحراك شعبي متصاعد شهد ذروته في أواخر يونيو/حزيران الماضي، عندما اندلعت اشتباكات بين محتجين غاضبين وقوات الأمن في تل أبيب، حيث حمل المتظاهرون حكومة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مسؤولية استمرار الحرب، وطالبوا بإيقاف القتال بأي ثمن.

وأفادت القناة 12 العبرية بأن الاحتجاجات تسعى للضغط على صناع القرار من أجل إبرام اتفاق شامل يُعيد الرهائن، ويوقف حرباً طاحنة ألحقت أضراراً جسيمة بالجانبين.

تصريحات متضاربة بين واشنطن وتل أبيب

في خضم هذا المشهد، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، عن قرب الإفراج عن عشرة رهائن إضافيين من غزة، دون الخوض في تفاصيل. 

في المقابل، زعم رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو بأن لدى إسرائيل خطة دقيقة لإدارة الحرب، مؤكدًا وجود ما لا يقل عن 20 رهينة أحياء داخل القطاع.

وأشار نتنياهو إلى إمكانية القبول بوقف مؤقت لإطلاق النار إذا ما توافرت فرصة حقيقية لاستعادة الرهائن، لكنه شدد على أن العمليات العسكرية ضد حركة حماس ستتواصل دون هوادة.

وفي الوقت ذاته، تتواصل في العاصمة القطرية الدوحة منذ السادس من يوليو/تموز الجاري جولة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، بوساطة أمريكية، لمناقشة مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً.

الكارثة الإنسانية في غزة تتفاقم

في الجهة المقابلة، تتواصل فصول المأساة في قطاع غزة مع تصاعد الضربات الإسرائيلية وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل مروّع. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن الوضع وصل إلى مستويات "كارثية وغير مسبوقة"، في ظل استمرار الغارات الجوية والقصف المدفعي على المناطق السكنية.

وخلال مداخلة مع قناة "إكسترا نيوز"، أوضح بصل أن عدد الشهداء ارتفع بشكل كبير خلال ساعات السبت، حيث سقط نحو 90 شهيدًا، من بينهم أسر بأكملها دُمّرت منازلها فوق رؤوسها، مثل عائلة "عاقل" في مخيم النصيرات.

وأشار إلى أن الغارات لا تفرق بين مدني أو عسكري، حيث تم استهداف خيمة تأوي نازحين، ما أسفر عن استشهاد سبعة أطفال. كما تعرضت المناطق الشرقية لقصف مدفعي مكثف، إلى جانب غارات متكررة على محيط المستشفيات.

غزة تواجه شبح المجاعة

وصف بصل المشهد في غزة بأنه "أقرب إلى نهاية العالم"، قائلاً: "نحن نعيش مجاعة حقيقية، لم أتناول أي طعام منذ الأمس، وأعيش فقط على الماء، مثل آلاف المواطنين".

وأضاف: "الضحايا في الشوارع، والأطباء يعملون بلا طعام أو أدوات طبية، والمستشفيات تكاد تكون عاجزة عن تقديم أي خدمات". وأشار إلى أن أكثر من 70 طفلًا ماتوا جوعًا، فيما باتت مشاهد الإغماء بسبب سوء التغذية مألوفة في المراكز الطبية.

اتهامات لمؤسسة مساعدات أمريكية

وأطلق المتحدث باسم الدفاع المدني اتهامات خطيرة بحق مؤسسة تُعرف باسم "مؤسسة غزة الأمريكية لتوزيع المساعدات"، مؤكدًا أنها لا تعمل وفق دوافع إنسانية بل تمارس دورًا عسكريًا، واصفًا سلوكها بأنه "لا يليق بالبشر".

وأكد أن أكثر من 700 مدني قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية، متهمًا عناصر المؤسسة بإطلاق النار على الجموع خلال توزيع الطحين، موضحًا : "من يذهب بحثًا عن الطعام، يعود محمولًا بالدماء، لا بالطعام".

وختم المتحدث باسم الدفاع المدنيحديثه بتحذير من أن الأوضاع في غزة تنذر بانهيار كامل على كل المستويات: الغذاء، الدواء، الكهرباء، وحتى الأمل.

تم نسخ الرابط