هبة جلال: نجاح الأعمال الفنية لا يرتبط بالموسم و"فات الميعاد" خير دليل| فيديو

أكدت الإعلامية هبة جلال، مقدمة برنامج الخلاصة على قناة المحور، أن الأعمال الدرامية الناجحة ليست رهينة لموسم عرض معين، بل إن جودتها وصدق طرحها للقضايا المجتمعية هما العاملان الحاسمان في مدى تأثيرها وجذب الجمهور.
واستشهدت هبة جلال بمسلسل "فات الميعاد"، الذي فرض نفسه بقوة على الساحة الفنية وأصبح تريندًا على مواقع التواصل الاجتماعي رغم عرضه خارج موسم الدراما التقليدي.
مرآة تعكس مشكلات الأسر
وأوضحت هبة جلال أن المسلسل يناقش مجموعة من القضايا الاجتماعية الحساسة التي تلامس الواقع اليومي للأسرة المصرية، منها الطلاق، الخلع، تدخل الأهل في حياة الأبناء، العنف الأسري، ومشكلة "القائمة" أثناء الانفصال.
وأضافت هبة جلال أن المسلسل يسلط الضوء على معاناة المرأة التي تتحمل الكثير للحفاظ على صورة مستقرة أمام المجتمع، في حين تعيش ضغوطًا نفسية مرهقة بسبب عدم التفاهم أو العنف داخل البيت.
نموذج لمعاناة المرأة المعاصرة
وتناولت هبة جلال في حديثها القصة الرئيسية للمسلسل التي تدور حول شخصية "بسمة"، وتجسدها الفنانة أسماء أبو اليزيد، وهي شابة تتعرض لضغوط نفسية ومعنوية في منزل زوجها "مسعد"، الذي يؤدي دوره الفنان أحمد مجدي، ويعاني هذا الأخير من عقدة القيادة بعد وفاة والده، فيمارس سيطرته على زوجته بدعم من والدته المتسلطة، التي تُعد المحرك الرئيسي للمشكلات الأسرية.
أبرزت هبة جلال واحدة من أكثر القضايا التي أثارت جدلاً من وحي المسلسل، وهي إشكالية "القايمة"، حيث عانت البطلة من الظلم بعد الطلاق نتيجة كتابة قائمة منقولات غير دقيقة، خالية من الفواتير أو تفاصيل توثّق نوعية الأجهزة والمشتريات، مستغله عائلة الزوج هذا الثغرة لحرمانها من حقوقها، وهو واقع يتكرر في العديد من البيوت المصرية.
سلاح خفي داخل الأسر
لفتت هبة جلال إلى أن العنف الأسري لا يكون دائمًا بالصوت العالي أو الضرب، بل في كثير من الأحيان يُمارَس من خلال التلاعب بالمشاعر، أو ما يُعرف نفسيًا بـ"manipulation"، وهي طريقة تعتمد على التحكم العاطفي الخفي الذي يدمّر نفسية الضحية دون أن يترك آثارًا ملموسة.
وأشادت هبة جلال في هذا السياق بأداء الفنانة سلوى محمد علي، التي جسدت ببراعة شخصية الأم المتحكمة في كل أفراد الأسرة.

هنداوي يعود بإخراج متميز
أشارت هبة جلال إلى أن المسلسل من إخراج سعد هنداوي، الذي فاجأ الجمهور بعودته القوية بعد غياب طويل، مقدمًا عملًا دراميًا يحمل في طياته قصصًا واقعية نعيشها جميعًا، قائلة: "أتحدى أن يوجد بيت خالٍ من مثل هذه الحكايات، سواء من خلال أخت، أخ، صديق أو قريب".
واختتمت هبة جلال تصريحها بالتأكيد على أن النجاح الحقيقي لأي عمل فني لا يرتبط بوقت عرضه أو الترويج الموسمي، بل بجودته وقربه من الناس، مشددة على أن مسلسل "فات الميعاد" استطاع أن يصل إلى الجمهور من اللحظة الأولى، وأثبت أن الدراما الصادقة تجد طريقها إلى القلوب في أي وقت.