عاجل

وادي العقيق وأسرار "أبيار علي".. يسري جبر يكشف حكاية المكان وفضل الزمان

الدكتور يسري جبر
الدكتور يسري جبر

كشف الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، تفاصيل مدهشة حول وادي العقيق وسبب التسمية الشهيرة لـ"أبيار علي"، موضحًا فضل هذا الوادي المبارك الذي شهد واقعة نبوية عظيمة ترتبط بحجة الوداع.

وخلال حلقة برنامج "اعرف نبيك" على قناة الناس، قال الدكتور يسري جبر إن النبي ﷺ نزل بوادي العقيق في طريقه إلى مكة، فأتاه الوحي في المنام، وأمره بالإحرام، قائلًا:
"أتاني الليلة آتٍ من ربي فأمرني أن أصلي في هذا الوادي المبارك وأقول: عمرة في حجة"، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ تلفّظ بهذه الكلمات بعد أن أصبح، فصار الوادي من الأماكن المباركة التي يُستحب الإحرام منها.

أبيار علي 

وأضاف الدكتور يسري جبر  أن وادي العقيق هو المكان المعروف اليوم بـ"أبيار علي"، الذي يُحرم منه أهل المدينة المنورة للحج والعمرة، مبينًا أن الاسم لا علاقة له بالإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كما يظن البعض، وإنما يرجع إلى شخصية تاريخية عظيمة قلّ من يعرفها.

السلطان علي بن دينار

وأوضح  “جبر”أن التسمية الصحيحة تعود إلى السلطان علي بن دينار، حاكم دارفور، الذي مرّ بهذا الوادي أثناء توجهه للحج عام 1898م (1315هـ)، فوجد بئرًا واحدة فقط، والمسجد متهدمًا والماء نادرًا، فقام بحفر عدة آبار لتوفير الماء للحجاج، وأعاد بناء المسجد، ومن هنا جاءت التسمية "أبيار علي" نسبة إلى هذه المبادرة الكريمة.

وأشار الدكتور يسري جبر  إلى أن علي بن دينار لم يكن مجرد حاكم محلي، بل كان رجل دولة ومحبًا لبيت الله الحرام، وقد عرف عنه عنايته بخدمة الإسلام، لدرجة أنه حين تأخرت السلطات في مصر عن إرسال كسوة الكعبة أثناء الاحتلال الإنجليزي، أنشأ في دارفور مصنعًا خاصًّا لصناعة الكسوة، واستمرت الكسوة تُصنع هناك لنحو عشرين عامًا.

حياة عامرة بالعطاء والتضحية

واختتم الدكتور يسري جبر حديثه قائلًا:
"استُشهِد السلطان علي بن دينار عام 1916 برصاص الاحتلال البريطاني، بعد حياة عامرة بالعطاء والتضحية، ونسأل الله أن يلحقنا بالصالحين، وأن يُبارك في آثارهم، ويجزيهم خير الجزاء على ما قدموه لخدمة الإسلام وأهله".

تم نسخ الرابط