ما هي صلاة قضاء الحاجة .. وما كيفية أدائها وعدد ركعاتها؟

تُعد صلاة قضاء الحاجة من الصلوات النافلة التي شُرعت لتكون ملاذًا للمسلم في أوقات الضيق، وعند الرغبة في تحقيق أمر دنيوي أو ديني، حيث يلجأ العبد إلى ربه بالدعاء والصلاة، متوسلًا إليه أن يقضي حاجته وييسر أمره. وقد دلّت السنة النبوية على مشروعيتها، وبيّنت كيفيتها والدعاء المأثور فيها.

الدليل الشرعي على صلاة قضاء الحاجة:

ورد عن النبي ﷺ حديث يُعد الأساس في مشروعية هذه الصلاة، فعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال:قال رسول الله ﷺ:
“من كانت له حاجة إلى الله تعالى، أو إلى أحد من بني آدم، فليتوضأ، وليحسن الوضوء، ثم ليصلّ ركعتين، ثم ليثنِ على الله، وليُصَلِّ على النبي ﷺ، ثم ليقل:

«اللَّهُمَّ إني أسألك وأتوجَّه إليك بنبيك محمدٍ نبي الرحمة، يا محمد، إني أتوجَّه بك إلى ربي في حاجتي هذه، فتقضى لي»،

واذكر حاجتك.

– رواه الترمذي (حديث حسن)، وقال بعض أهل العلم: يُفهم من الحديث جواز صلاة قضاء الحاجة وطلب الدعاء بعدها.

كيفية أداء صلاة قضاء الحاجة:

1. النية:
يبدأ المسلم بنية خالصة في قلبه لصلاة قضاء الحاجة، دون أن ينطق بها، مستحضرًا أنه يتقرب إلى الله في طلب حاجته.
2. عدد الركعات:
تُصلّى ركعتين، كما في الحديث، ويُستحب أداؤها في غير أوقات الكراهة.
3. طريقة الصلاة:
يُصلي المسلم ركعتين كما يصلي النوافل، يقرأ فيهما الفاتحة وسورة قصيرة. ويُستحب قراءة سورة الإخلاص أو أي سورة يُحبها.
4. الدعاء بعد الصلاة:
بعد الفراغ من الصلاة، يرفع يديه متوجهًا إلى الله بالدعاء، ويبدأ بالثناء على الله، ثم بالصلاة على النبي ﷺ، ثم يدعو بالدعاء الذي ورد في الحديث ،عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "من كانت له حاجة إلى الله تعالى أو إلى أحد من بني آدم، فليتوضأ، وليصلِّ ركعتين، ثم ليثنِ على الله، وليصلِّ على النبي ﷺ، ثم ليقل: "لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضًا إلا قضيتها، يا أرحم الراحمين." (رواه الترمذي وابن ماجه)
5. التوسل المشروع:
التوسل يكون بأسماء الله الحسنى، أو بالعمل الصالح، أو بدعاء النبي ﷺ كما ورد في الحديث. أما التوسل بالذوات على وجه التعبد ففيه خلاف بين العلماء، والأحوط الالتزام بما ثبت بالدليل.

أهمية صلاة قضاء الحاجة وأثرها في حياة المسلم

1. التوكل على الله والاعتراف بالحاجة إليه:تُعزز هذه الصلاة في قلب المسلم روح الاعتماد على الله، والشعور بأنه الملجأ الوحيد في الشدائد.
2. باب من أبواب إجابة الدعاء:
قال رسول الله ﷺ:“ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تُعجل له دعوته، أو أن يدخرها له في الآخرة، أو أن يصرف عنه من السوء مثلها.”– رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد.
3. نيل الأجر والثواب:الصلاة والدعاء في ذاتهما عبادتان جليلتان، قال ﷺ:“من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه.”– رواه البخاري ومسلم.
4. راحة النفس وطمأنينة القلب: قال الله تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾– [الرعد: 28]
والتوجه إلى الله بالصلاة والدعاء يُدخل في القلب سكينة ورضى، خاصة عند تسليم الأمر لله.
5. طلب التوفيق في أمور الدنيا والآخرة: سواء كانت الحاجة تتعلق بزواج، أو رزق، أو دراسة، أو عمل، فإن صلاة قضاء الحاجة تُعد وسيلة شرعية لطلب الخير والبركة فيما يسعى إليه الإنسان