عاجل

لطفي لبيب .. الجندي الُمحارب الذي وثق بطولاته في "الكتيبة 26"

لطفي لبيب
لطفي لبيب

رحل عن عالمنا صباح اليوم، الفنان الكبير لطفي لبيب، عن عمر يناهز 77 عاماً، وذلك بعد صراع مع المرض خلال الأيام القليلة الماضية.

نشأة لطفي لبيب

 وُلد الفنان لطفي لبيب، في الثامن عشر من أغسطس عام 1947، بمدينة الفشن بمحافظة بني سويف، والتي كانت تتبع إداريًا آنذاك محافظة المنيا، نشأ في أسرة بسيطة، حيث كان الابن الثالث بين أربعة أبناء، وكان والده موظفًا بأحد البنوك قبل أن تنتقل الأسرة للإقامة في مدينة الإسكندرية.

ومنذ صغره، عُرف لطفي بحبّه للمعرفة وتميّزه في اللغة العربية، وهو ما يرجعه إلى حرصه على قراءة القرآن الكريم وحفظ العديد من آياته، رغم كونه مسيحي الديانة، ما يعكس انفتاحه الثقافي وتقديره للنصوص الدينية.

لم يكن الطريق إلى الفن سهلاً أمام لطفي لبيب، إذ رفض والده بشدة فكرة التحاقه بالتمثيل، وأصر على انضمامه إلى كلية الزراعة، إلا أن شغفه بالمسرح دفعه بعد عامين فقط إلى ترك الكلية والانضمام إلى المعهد العالي للفنون المسرحية.

فترة تجنيد لطفي لبيب

واحدة من أبرز محطات حياته كانت فترة تجنيده بالجيش المصري، والتي استمرت أكثر من ست سنوات ونصف، حيث خدم في سلاح المشاة ضمن صفوف "الكتيبة 26" التي كان لها دور بارز في عبور قناة السويس يوم السادس من أكتوبر 1973. وكان على مقربة من الشهيد اللواء أحمد حمدي وقت استشهاده أثناء مشاركته في بناء أحد الكباري لعبور القوات المصرية.

هذا الفصل البطولي من حياته دفعه إلى تأليف كتاب "الكتيبة 26"، والذي يجسد فيه قصة درامية من وحي تجربة حقيقية عاشها على الجبهة، ويأمل لطفي لبيب أن يرى هذا العمل مجسّدًا يومًا ما في فيلم سينمائي يخلّد بطولات الجنود المصريين.

بعد انتهاء خدمته العسكرية، رشّحه المخرج الكبير سعد أردش للسفر إلى الإمارات العربية المتحدة لتأسيس مسرح دبي القومي، ليقضي هناك عدة سنوات ساهم خلالها في دعم الحركة المسرحية الخليجية.

في مجال السينما، كان للفنان عادل إمام دور محوري في حياة لطفي لبيب المهنية، حين رشّحه لتجسيد شخصية السفير الإسرائيلي في فيلم "السفارة في العمارة". رغم أن عدد مشاهده في الفيلم لم يتجاوز خمسة مشاهد فقط، صوّرها خلال ثلاثة أيام، إلا أن الأداء القوي الذي قدّمه ترك بصمة لا تُنسى في أذهان الجمهور.

ورغم تحفظه المعتاد على الحديث عن حياته الشخصية، إلا أن لطفي لبيب كشف في إحدى لقاءاته أنه متزوج وأب لثلاثة أبناء وله أربعة أحفاد، مشيرًا إلى عشقه للحياة الأسرية، حيث يحرص على تخصيص يوم الجمعة بالكامل لقضائه مع أسرته وأحفاده.

لطفي لبيب ليس مجرد فنان مبدع، بل هو مثقف، ومحارب، ومؤلف، يجمع بين البساطة والعمق، وبين الوطنية والموهبة، ما جعله من الأسماء التي تحظى باحترام كبير على المستويين الفني والإنساني.

تم نسخ الرابط