«ويدخلهم الجنة عرفها لهم».. اعرف أسرار الآية 6 من سورة محمد

يشتهي المسلمون دخول الجنة، ويكثر تساؤلهم عنها وعن الأعمال التي تجعلهم يظفرون ويفوزون بها، إلا أن في ألفاظ القرآن الكريم ما يدل على معرفتهم بها فكيف يكون ذلك؟
تفسير الآية 6 من سورة محمد
جاء في تفسير الإمام ابن كثير للآية 6 من سورة محمد: (ويدخلهم الجنة عرفها لهم) أي: عرفهم بها وهداهم إليها.
وجاء في تفسير السعدي: {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} أي: عرفها أولا، بأن شوقهم إليها، ونعتها لهم، وذكر لهم الأعمال الموصلة إليها، التي من جملتها القتل في سبيله، ووفقهم للقيام بما أمرهم به ورغبهم فيه، ثم إذا دخلوا الجنة، عرفهم منازلهم، وما احتوت عليه من النعيم المقيم، والعيش السليم.
وقال الأصمعي أردتُ معرفة معنى قوله تعالى: (ويُدخلهم الجنة عرَّفها لهم) فكنت أسأل نفسي كيف عَرَفُوها وهم في الدنيا قبل أن يدخلوا الجنة؛ فنزلتُ البادية فأكرموني، وأدخلوني خيمة، فلما جن الليل سمعت البنت تقول لأمها: تعالى لنرى زفاف بنت فلان فالليلةَ هم يُعرِّفونها ففهمت أن (عرّفها) في الآية بمعنى زينها وأعدها حسناء طيبة لهم٠
وذكر مجاهد: يهتدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم، وحيث قسم الله لهم منها، لا يخطئون كأنهم ساكنوها منذ خلقوا، لا يستدلون عليها أحدا. وروى مالك عن ابن زيد بن أسلم نحو هذا.
كيف يعرف أهل الجنة منازلهم فيها دون رؤية سابقة؟
وقال محمد بن كع: يعرفون بيوتهم إذا دخلوا الجنة، كما تعرفون بيوتكم إذا انصرفتم من الجمعة. وقال مقاتل بن حيان: بلغنا أن الملك الذي كان وكل بحفظ عمله في الدنيا يمشي بين يديه في الجنة، ويتبعه ابن آدم حتى يأتي أقصى منزل هو له، فيعرفه كل شيء أعطاه الله في الجنة ، فإذا انتهى إلى أقصى منزله في الجنة دخل [ إلى ] منزله وأزواجه، وانصرف الملك عنه، ذكرهن ابن أبي حاتم، رحمه الله.
حديث المظالم بين أهل الجنة والنار
وقد ورد الحديث الصحيح بذلك أيضا، رواه البخاري من حديث قتادة، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري [ رضي الله عنه ] أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار، يتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، والذي نفسي بيده، إن أحدهم بمنزله في الجنة أهدى منه بمنزله الذي كان في الدنيا " .