عاجل

علي الأعور: صفقة التبادل ووقف إطلاق النار مطلب مشترك.. والمقاومة لن تستسلم

قطاع غزة
قطاع غزة

أكد الدكتور علي الأعور، أستاذ العلاقات الدولية، أن المشهدين الفلسطيني والإسرائيلي يقتربان من نقطة محورية، في ظل تصاعد الضغوط العسكرية والسياسية وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، موضحًا أن وقف إطلاق النار، إلى جانب صفقة تبادل الأسرى، يمثلان مطلبًا مشتركًا للطرفين، حتى وإن جاء الحل بشكل جزئي أو مرحلي.

وجاءت تصريحات علي الأعور خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "النيل للأخبار"، حيث قدم تحليلًا شاملًا حول آخر تطورات المشهد الميداني والسياسي، مع التركيز على مواقف المقاومة الفلسطينية والمأزق الداخلي لحكومة الاحتلال.

المقاومة الفلسطينية

شدد الدكتور علي الأعور على أن المقاومة الفلسطينية قد حسمت خياراتها منذ وقت طويل، مؤكدةً أنها مستعدة لمواصلة القتال والمواجهة لسنوات، رافضةً أي تسوية لا تتضمن انسحابًا كاملًا لقوات الاحتلال من القطاع.

وأضاف علي الأعور أن حركة حماس، رغم مرونتها في التفاوض، وضعت خطوطًا حمراء لا يمكن تجاوزها، أبرزها وقف العدوان، ورفع الحصار، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل أراضي غزة، وهو ما يُعد شرطًا أساسيًا لأي صفقة تبادل مقبولة لدى الشارع الفلسطيني.

وأشار علي الأعور إلى أن المقاومة تنظر إلى الصراع كمعركة وجود وليست فقط معركة حدود أو تكتيك، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني لا يمكنه القبول بأي صفقة تُكرّس بقاء الاحتلال داخل القطاع تحت أي غطاء سياسي أو أمني.

مخططات إسرائيلية لتقسيم غزة 

وتطرق علي الأعور إلى محاولات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لتقسيم قطاع غزة إلى مناطق معزولة جغرافيًا، بدءًا من مخطط موراج، ثم محاولة السيطرة على محور فيلادلفيا، وأخيرًا محور "ماجين عوز"، وربما لاحقًا تنفيذ خطة فصل دير البلح عن خان يونس.

واعتبر علي الأعور أن هذه المحاولات تهدف إلى تفتيت وحدة القطاع جغرافيًا وسياسيًا، إلا أن المقاومة تقف لها بالمرصاد، وتعي خطورتها على مستقبل القضية الفلسطينية، وهو ما يفسر إصرار فصائل المقاومة على الصمود وعدم الاستسلام، رغم الكلفة الإنسانية الباهظة.

أزمة داخلية في إسرائيل 

أكد الدكتور علي الأعور أن رئيس حكومة الاحتلال بات اليوم محاصرًا داخليًا، ليس فقط من المعارضة، بل أيضًا من المؤسسة الأمنية والعسكرية، منوهًا إلى أن الإعلام الإسرائيلي نشر مؤخرًا تصريحات لخمسة من جنرالات الجيش المتقاعدين، أقرّوا فيها بأن حماس لم تُهزم، وأن العمليات العسكرية لم تحقق أهدافها، مما يُضعف موقف نتنياهو ويزيد من عزلته السياسية.

كما أوضح علي الأعور أن نتنياهو كثيرًا ما رفض توصيات الجيش الإسرائيلي خلال الاجتماعات الأمنية الموسعة، ما تسبب في تفاقم الأزمة داخليًا، ووضعه أمام مأزق سياسي قد لا يخرج منه إلا من خلال صفقة تبادل تُنقذ ماء وجهه أمام الرأي العام الإسرائيلي، خاصة مع تصاعد الغضب الشعبي جراء استمرار الأسرى الإسرائيليين في قبضة المقاومة.

الدكتور علي الأ
الدكتور علي الأ

لا تفاوض تحت نيران الاحتلال

وفي ختام تحليله، شدد علي الأعور على أن أي حديث عن نجاح مفاوضات التهدئة أو التبادل يجب أن يُبنى على أساس وقف العدوان، ووقف سياسة "التجويع والمجازر اليومية" التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في القطاع، مؤكدًا أن أي مفاوضات تُجرى في ظل استمرار العدوان تفتقد للشرعية الوطنية، ولن تُثمر عن نتائج تُرضي تطلعات الشعب الفلسطيني، الذي يرفض تقديم تنازلات مجانية تحت فوهات البنادق والطائرات.

ودعا علي الأعور إلى ضرورة التمسك بالثوابت الوطنية، وتحقيق وحدة الصف الفلسطيني، باعتبارها الركيزة الأساسية لمواجهة مخططات الاحتلال، وإفشال كل محاولات فرض حلول أحادية أو جزئية لا تُلبي الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة. 

تم نسخ الرابط