عاجل

سمير جعجع: الدولة اللبنانية تُشكّل وحدها مصدر الحماية لجميع اللبنانيين

سمير جعجع
سمير جعجع

أكد السياسي اللبناني سمير جعجع على ضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان، مشددًا على أن الدولة اللبنانية تُشكّل وحدها مصدر الحماية لجميع اللبنانيين.

وكتب سمير جعجع على صفحته الشخصية عبر منصة "إكس": "أجريتُ اتصالًا مطوّلًا بشيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز في لبنان، الشيخ سامي أبي المنى، كما اتّصلتُ برئيس "الحزب التقدّمي الاشتراكي" النائب تيمور جنبلاط. وقد تركز الحديث على الأزمة في السويداء، وضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان، والتأكيد على أن الدولة اللبنانية تُشكّل وحدها مصدر الحماية لجميع اللبنانيين.

وفي الإطار ذاته، قال المحلل السياسي اللبناني الدكتور أحمد يونس إن الموقف الدرزي في لبنان تجاه ما يجري في محافظة السويداء السورية يشهد تصاعدًا لافتًا، يتراوح بين التعاطف الشعبي الوجداني، والانخراط السياسي المدروس، والمبادرات الفردية ذات الطابع العسكري، ما يعكس تعدد المقاربات داخل الطائفة حول كيفية التعاطي مع تطورات خطيرة تهدد كيان السويداء وأمن أبنائها.

وأضاف أحمد يونس في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن التفاعل اللبناني الدرزي لم يكن مفاجئًا نظرًا للعلاقة التاريخية والوجدانية العميقة بين دروز لبنان وجبل العرب، لكن المستجد يكمن في تباين ردود الفعل داخل الطائفة وظهور اتجاهات متناقضة في الرؤية والأداء.

وأشار يونس إلى أن الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط شكل محور التفاعل السياسي مع الأحداث، معتمدًا خطاب التهدئة ورفض الانجرار إلى العنف، مع التأكيد على التمسك بالحل السياسي، مضيفًا أن الحزب تموضع في موقع الوسيط القادر على التواصل مع النظام السوري من جهة، واحتواء الشارع الدرزي من جهة أخرى".

وأكد أن الموقف الرسمي للطائفة، مثلما عبّرت عنه مرجعيتها الدينية اتسم بالحذر، حيث أدان المجازر في السويداء، محذرًا من أي ردود فعل انتقامية قد تطال اللاجئين السوريين في لبنان أو تفتح باب الفتنة الداخلية، ما يدل على سعيٍ لحماية السويداء ضمن إطار الدولة السورية، دون الانخراط في مشاريع تقسيمية أو مسارات عسكرية.

إعلان وئام وهاب بتشكيل مسلح

ولفت الدكتور يونس، إلى إعلان الوزير اللبناني لسابق وئام وهاب عن تشكيل فصيل مسلح لحماية الدروز، حيث إن الأمر أحدث إرباكًا واضحًا في المشهد وقلب جزءًا من المعادلة.

وأوضح أن إدخال السلاح كوسيلة دعم أو حماية يحمل مخاطر داخلية تتعلق بانقسام الطائفة بين مؤيد للعسكرة ومعارض لها، كما يهدد بسياسة النأي بالنفس التي لطالما تبناها الحزب التقدمي الاشتراكي.

وحذر من أن هذه الخطوة قد يتم استغلالها لإعادة إحياء مناخ الميليشيات الطائفية، ما يشكل ضربة لمبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، ويفتح الباب لتوظيفات سياسية من قوى محلية وخارجية.

أحمد يونس: المبادرة العسكرية ستعطي لنظام الشرع ذريعة لتشديد قبضته على السويداء

وأكد يونس أن المبادرة العسكرية قد تعطي ذريعة إضافية للنظام السوري لتشديد قبضته على السويداء، وتبرير القمع بذريعة وجود فصائل مسلحة عابرة للحدود، وتضع الطائفة الدرزية في موقع الخروج عن الإجماع الوطني السوري.

وأكد أن الخطوة تتعارض مع الرؤية الدولية والإقليمية الداعية إلى التهدئة، وقد تمنح إسرائيل مادة دعائية لتقديم نفسها كمدافع عن الأقليات، ما يضعف الموقف الوطني للطائفة ويعزز الشكوك حول نياتها.

واختتم الدكتور أحمد يونس تصريحه بالتحذير من أن عدم تطويق تداعيات هذا الإعلان سريعًا سيضع الطائفة الدرزية في لبنان أمام معادلة صعبة، بين منطق التضامن المشروع، ومنطق الانجرار إلى صراع مسلح لا تملك أدواته ولا توازناته، مما قد يهدد وحدة الطائفة ويضعف موقفها في لبنان وسوريا على حد سواء.

تم نسخ الرابط