خبير سياسي يحذر من تحالفات مقلقة وتدخلات خارجية في الجنوب السوري

حذّر الدكتور أحمد العناني، الخبير في الشؤون الإقليمية، من خطورة الوضع الراهن في محافظة السويداء السورية، مؤكدًا أن استمرار دوامة العنف يعود بشكل رئيسي إلى غياب رؤية متوازنة من جانب الحكومة السورية تجاه مكونات المجتمع، وفي مقدمتها الطائفة الدرزية.
وأوضح العناني في تصريحات خاصة لنيوز رووم، أن المشهد في الجنوب السوري يعكس حالة انقسام داخل المجتمع الدرزي، حيث يرى بعض أبنائه ضرورة الاندماج تحت مظلة الدولة السورية، والمطالبة بالمشاركة السياسية والاستقرار، فيما يتبنى آخرون، محسوبون على الشيخ حكمت الهجري، توجهات انفصالية مرتبطة بإسرائيل، تسعى لتعزيز العلاقة مع دروز الجولان.

وأشار إلى أن خطاب رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد الشرع لم يكن متوازنًا، إذ حمّل الدروز مسؤولية التوترات الأخيرة، بينما أثنى على العشائر العربية، ما يعمق الفجوة بين مكونات المجتمع السوري، ويعكس غياب خطاب جامع يقوم على المواطنة والعدالة والمساواة.
وتابع العناني: "السيطرة الكاملة على بعض الميليشيات المتحالفة سابقًا مع جبهة النصرة، والتي دخلت عبرها بعض القوى إلى الداخل السوري، قد تضع الحكومة السورية في موقف حرج أمام المجتمع الدولي، كما أنها تفتح الباب أمام تصعيد جديد للعنف الداخلي".
ولفت إلى وجود أطراف إقليمية، على رأسها إسرائيل، تستغل الأوضاع الحالية لتأجيج الانقسام، واستخدامه ذريعة للتدخل في الجنوب السوري، مستغلة تراجع سيطرة الدولة المركزية في بعض المناطق.
ودعا العناني إلى تبني مسار سياسي شامل يقوم على تفكيك الميليشيات، وحصر السلاح في يد الدولة، وإنشاء جيش وطني جامع يمثل جميع مكونات المجتمع السوري. كما طالب بإدماج الطوائف والأقليات في مؤسسات الدولة من خلال تمثيل عادل، يضمن ولاءها للدولة السورية ويقطع الطريق أمام أي تدخل خارجي.
وختم العناني تصريحه بالتأكيد على أن المعالجة الأمنية وحدها ليست كافية، وأن الحل يكمن في بناء دولة مؤسسية عادلة، يقودها رئيس يمثل جميع السوريين، بعيدًا عن الولاءات الإقليمية أو الطائفية، مشددًا على ضرورة ممارسة المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، ضغوطًا حقيقية على إسرائيل لوقف تدخلاتها التي تؤجج الأوضاع في الجنوب السوري.