مع اقتراب نتيجة الثانوية العامة.. كيف نهيئ أبناءنا نفسيا ؟ استشاري يوضح|فيديو

مع اقتراب ظهور نتائج الثانوية العامة، تزداد حدة التوتر والقلق بين الطلاب وأولياء الأمور، في ظل انتظار يُحدد مصيراً أكاديمياً يبدو مصيرياً للكثيرين، في هذا السياق،قدمت الدكتورة إيمان الريس، الاستشاري التربوي، رؤية شاملة لكيفية تجاوز هذه المرحلة بأقل خسائر نفسية، مع التركيز على بناء مستقبل الطالب بغض النظر عن النتيجة.
القلق طبيعي.. ولكن إدارته ممكنة
أكدت "الريس" في لقاء تلفزيوني على قناة "الاولى المصرية " أن مشاعر القلق والتوتر التي يعيشها الطلاب وأولياء الأمور هي "رد فعل طبيعي"، خاصة أن النتيجة تمثل بالنسبة للكثيرين مكافأة نهاية خدمة لسنوات الدراسة الطويلة، لكنها حذرت من تحول هذا القلق إلى ضغوط مبالغ فيها، مشددة على أن رد فعل الأهل عند ظهور النتيجة سيظل محفوراً في ذاكرة الأبناء أكثر من النتيجة نفسها.
وقدمت استراتيجية عملية لأولياء الأمور وهي التخطيط لسيناريوهين الأفضل منهم ما يتمناه الأهل للطالب و الأسوأ نتيجة أقل من المتوقع، مضيفه برمج عقلك مسبقاً على كيفية التعامل مع كل احتمال، حتى لا تفاجأ برد فعل غير متزن.
وتابعت الابتعاد عن المقارنات فاكدت على عدم استخدام كلمات مثل يا حرام أو ابن الجيران جاب كام.. هذه الجمل تدمر نفسية الطالب.
واضافت التركيز على الجهد وليس النتيجة اشكر ابنك على مجهوده طوال العام، فهذا ما سيتذكره في المستقبل، مشيره ان التوبيخ لن يغير النتيجة .
ووجهت "الريس" رسالة مباشرة للطلاب: لا تضغط على والديك.. تذكر أنهم حُرموا أنفسهم من الكثير لأجلك، وكن شجاعاً وقول لهم كلمة طيبة بغض النظر عن النتيجة،والنتيجة ليست تحديداً لمصيرك فكثيرون غيروا مساراتهم بعد الجامعة ونجحوا.
ماذا لو كانت النتيجة مخيبة للآمال؟
وقدمت الاستشاري التربوي خطة عملية فنصحت باخذ أسبوع بريك لا تفكر في النتيجة لمدة أسبوع.. سافر أو غيّر الجو لتخفيف التوتر، و إعادة التقييم من خلال جلسة عائلية لدراسة الخيارات المتاحة (كليات أخرى، جامعات أهلية، دورات تدريبية)، بالاضافة الي البحث عن تخصصات مطلوبة في سوق العمل (مثل الذكاء الاصطناعي، البرمجة، الحرف اليدوية) ، مشدده على الدعم النفسي المستمر .
أحلام الأهل المفروضة
ونبهت "الريس "إلى خطورة فرض الآباء أحلامهم الشخصية على الأبناء، سواء كانوا النوع الأول الذين لم يحققوا أحلامهم في الماضي ويحاولون تعويضها عبر أبنائهم ، النوع الثاني الذين نجحوا في تخصص معين ويريدون إجبار أبنائهم على السير على نفس الدرب.
وقالت إذا كنت تريد أن يصبح ابنك طبيباً مثلك، برمج عقله منذ الصغر عبر جعله يرافقك في العيادة، لكن لا تجبره على ذلك إذا كانت قدراته لا تسمح.
وأشارت إلى أن الجامعات الأهلية مثل "الجلالة" وغيرها أصبحت توفر بدائل ممتازة، مما يقلل من حدة الأزمة إذا كانت النتيجة أقل من المتوقع.
و اختتمت الدكتورة إيمان الريس الاستشاري التربوي ، حديثها بتأكيد أن أهم استثمار الآن هو الحفاظ على علاقة صحية بينك وبين ابنك، مشيرة إلى أن الطالب السوي نفسياً هو من سيصنع مستقبلاً ناجحاً، بغض النظر عن كليته.