ميساء قباني: أحمد الشرع أعاد ترتيب أوراقه وأثبت أنه رجل المرحلة

كتبت الناشطة ميساء قباني على صفحتها الشخصية عبر منصة "إكس": "انقلاب المشهد.. فاجأتنا ظاهرة العشائر السورية وامتداداتها العربية وتفرعاتها المنتشرة كيف هبت وتداعت كقلب رجل واحد لقلب المشهد".
وتابعت "ففي وقت كنا نقّلب الدائل ونستعرض السيناريوهات ونتخوف من المآلات، برزت العشائر فاعلاً حاسمًا وفرضت نفسها ضابط إيقاع أعادت الأمور لسيرتها الأولى وقطع الطريق على المتمردين وإرباك داعمهم إسرائيل والأهم قطّع الأمل عند الأكراد والعلويين وردعهم وتخليهم عن احتمال لجوئهم لتقليد حالة التمرد الهجرية".
واختتمت: "وبهذه الطريقة يستعيد الشرع أوراقه ويصبح اللاعب الأول والمطلب المرتجى بعد أن خيّل لكثيرين أنه فقد أوراقه وبات آخر اللاعبين.. في كل يوم يثبت أحمد الشرع دهاءه ويبين أنه رجل المرحلة".
ومن جانبها أعلنت الرئاسة السورية، أمس الجمعة، إرسال قوة متخصصة إلى جنوب البلاد للتدخل ميدانياً لفض الاشتباكات المحتدمة في محافظة السويداء، التي تسكنها غالبية درزية، وذلك بعد تصاعد المواجهات بين العشائر البدوية والدروز، والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وفي بيان رسمي، أكدت الرئاسة السورية أنها تتابع "بقلق بالغ وأسف عميق" ما يجري في السويداء، معتبرة أن هذه الأحداث جاءت نتيجة "تمدد مجموعات مسلحة خارجة عن القانون" تهدد حياة المدنيين وأمنهم.
وشدد البيان على أن الرد سيكون قانونياً وعادلاً، لا قائماً على منطق الانتقام، مضيفاً: "احترام المدنيين وضمان أمنهم هو واجب وطني لا نقاش فيه، وأي انتهاك لهذه القيم هو طعن في جوهر المجتمع وتهديد لوحدة البلاد".
وحدة وطنية ورفض للطائفية
وأوضحت الرئاسة أن الدولة ليست لطائفة دون أخرى، بل هي لجميع السوريين دون تمييز، مضيفة: "المسؤولية الوطنية تقتضي أن يكون الجميع تحت سقف واحد هو الوطن، وتحت مرجعية واحدة هي القانون".
دعوة لضبط النفس وتكاتف أبناء الوطن
كما دعت الرئاسة السورية كل الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب صوت العقل، مطالبةً أهل الحكمة في المجتمع السوري بالوقوف صفاً واحداً لرفض التصعيد، وحماية التنوع الاجتماعي الذي ميز سوريا عبر تاريخها.
استجابة إنسانية عاجلة في السويداء
في تطور ميداني موازٍ، أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري رائد الصالح عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة، تضم ممثلين من الوزارات والمؤسسات الحكومية والدفاع المدني والمنظمات الإنسانية، بهدف تنسيق جهود الإغاثة والإسعاف والإجلاء.
وأوضح الصالح أن: أكثر من 570 جريحاً تم إسعافهم، 87 ضحية نُقلت جثامينهم جراء التصعيد، مئات العائلات تم إجلاؤها إلى مناطق آمنة.
كما شارك في هذه الجهود: 90 متطوعاً من الدفاع المدني، 17 سيارة إسعاف، 22 حافلة إجلاء،و 6 ملاحق إطفاء، إضافة إلى آليات لوجستية وخدمات نقل متنوعة.
وأخيراً، يهدف التحرك الرسمي السوري إلى كسر دوامة العنف في السويداء عبر مقاربة مزدوجة ميدانية وإنسانية، تراهن على قوة القانون وتضامن السوريين من أجل الحفاظ على السلم الأهلي ووحدة البلاد.