مطعم صيني يثير الجدل بخدمة "احتضان أشبال الأسود" مقابل وجبة فاخرة

أثار مطعم "وانهوي" في مدينة تاييوان بمقاطعة شانشي شمال الصين موجة من الجدل العارم، بعدما أعلن عن خدمة غير مسبوقة لزواره، تجمع بين الفخامة والترفيه الغريب، وسط انتقادات حادة من نشطاء حقوق الحيوان وخبراء الصحة العامة.
مطعم صيني يثير الجدل
أدرج المطعم خدمة جديدة ضمن قائمة طعامه، تتيح للزبائن احتضان أشبال الأسود الصغيرة، ضمن باقة غداء فاخرة تبلغ قيمتها 1192 يوانا (نحو 166 دولارًا أمريكيًا)، وتشمل أربع وجبات رئيسية، إضافة إلى جلسات تفاعل مباشر مع عدد من الحيوانات، من بينها القطط، اللاما، السلاحف، والغزلان.
وقد ظهرت تفاصيل هذه الخدمة عبر منصة "دازونغ ديانبينغ" الشهيرة لتقييم المطاعم في الصين، حيث نشر المطعم صورًا لزبائن وهم يحتضنون الأشبال ويلعبون معها تحت إشراف الموظفين.
صور مثيرة وتعليقات مشجعة رغم التحذيرات
أثارت إحدى الصور جدلاً واسعًا، حيث ظهرت سيدة وهي تمسك بكف شبل أسد وتلوّح به نحو الكاميرا، وعلقت بأنها شعرت بسعادة "لا توصف" بهذه التجربة "الفريدة من نوعها".
لكن في المقابل، انهالت التعليقات الرافضة والمنتقدة من المستخدمين ونشطاء الرفق بالحيوان، معتبرين هذه الممارسة انتهاكًا لحقوق الحيوانات وخطرًا على السلامة العامة.
السلطات الصينية تفتح تحقيقًا عاجلًا
في ظل تصاعد الجدل، أعلن مكتب الغابات والمراعي في مقاطعة شانشي عن فتح تحقيق فوري في نشاط المطعم، مشيرًا إلى أن القوانين الصينية تحظر التفاعل المباشر مع الحيوانات البرية في الأماكن العامة، لما تحمله من مخاطر صحية وسلوكية.
تحذيرات من خطر انتقال الأمراض الحيوانية
من جهته، عبّر بيتر لي، خبير السياسات الصينية في منظمة "هيومان وورلد فور أنيمالز"، عن قلقه العميق من استغلال الحيوانات البرية لأغراض الترفيه أو التسويق.
وأكد أن هذا النوع من التفاعل المباشر "لا يهدد فقط رفاهية الحيوانات، بل قد يشكل خطرًا كبيرًا على البشر، خاصة فيما يتعلق بانتقال الأمراض الحيوانية المنشأ".
إدارة المطعم ترد وتؤكد رعاية متخصصة
ورغم الانتقادات، أصرّ مسؤولو المطعم على أن الأشبال تتم رعايتها من قبل فريق مدرب ومحترف، مؤكدين التزامهم بجميع إجراءات السلامة، وذلك وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز" عن المتحدث باسم المطعم.
هل تسويق الطعام بالحيوانات البرية خطر قادم؟
يثير هذا الحادث تساؤلات واسعة حول الضوابط الأخلاقية والقانونية لاستخدام الحيوانات في التسويق التجاري، في وقت تتزايد فيه الأصوات المطالبة بتشديد الرقابة على مثل هذه الأنشطة، حفاظًا على سلامة الإنسان والحيوان على حد سواء.