شرب الحليب بعد تناول السمك: بين الخرافة والواقع الطبي

شرب الحليب بعد تناول السمك من العادات التي تثير الجدل في الثقافات الشعبية، خصوصًا لما يرتبط بها من تحذيرات غير مثبتة علميًا. تنتشر مقولات تزعم أن الجمع بين السمك والحليب يمكن أن يؤدي إلى أمراض جلدية مثل البهاق، ما يثير القلق لدى الكثيرين، لكن هل هذه المعلومة صحيحة؟ دعونا نكتشف الحقيقة وفقًا لرأي الخبراء.
هل يؤدي شرب الحليب بعد تناول السمك إلى البهاق؟
تزعم بعض النظريات أن شرب الحليب بعد تناول السمك يؤدي إلى ظهور بقع تصبغية على الجلد تشبه مرض البهاق، وهو اضطراب جلدي يسبب فقدان لون البشرة في مناطق معينة. لكن الحقيقة أن هذه المعلومة لا تستند لأي دليل علمي. في الواقع، لا توجد أي أبحاث تؤكد أن تناول الحليب مع السمك يسبب تغيرات جلدية.
تأثير الجمع بين الحليب والسمك على الهضم
من بين المقولات الأخرى الشائعة، أن السمك ومنتجات الألبان كلاهما يحتويان على نسبة عالية من البروتين، وبالتالي فإن هضمهما معًا يستهلك طاقة كبيرة من الجسم، مما يؤدي إلى الانتفاخ ومشكلات في الهضم. ومع ذلك، لا يوجد دليل علمي قوي يثبت أن شرب الحليب بعد تناول السمك يسبب أي ضرر هضمي مباشر.
رأي الخبراء في الدمج بين السمك والحليب
أكد عدد من الخبراء أنه لا يوجد ما يدعو لتجنب الجمع بين السمك والحليب. على العكس، بعض أطباق المأكولات البحرية في المطبخ الهندي والمتوسطي تعتمد أساسًا على دمج اللبن الرائب أو الحليب مع السمك، وهو ما يدحض المزاعم القائلة بأن شرب الحليب بعد تناول السمك مضر بالصحة.
ما هو مرض البهاق ؟
البهاق هو حالة جلدية ناتجة عن فقدان الخلايا المنتجة للميلانين، وهي الصبغة المسؤولة عن لون الجلد. تؤدي هذه الحالة إلى ظهور بقع بيضاء على الجسم، وتكون أكثر وضوحًا في أصحاب البشرة السمراء. مرض البهاق لا يُعد خطرًا على الحياة، كما أنه غير معدٍ.
ما سبب الإصابة بالبهاق؟
السبب الدقيق غير معروف، لكنه يحدث عندما تتوقف الخلايا الصباغية عن إنتاج الميلانين. يُعتقد أن للعوامل الوراثية وأمراض المناعة الذاتية دورًا في ذلك.
هل يوجد علاج للبهاق؟
يُعد البهاق حالة تجميلية أكثر من كونه مرضًا عضويًا، ولذلك لا يكون العلاج ضروريًا دائمًا. تشمل الخيارات العلاجية إما إعادة التصبغ أو إزالة اللون المتبقي للحصول على لون بشرة موحد. العلاج يكون غالبًا لتحسين الجانب النفسي لدى المصاب.
هل يمكن الوقاية من البهاق؟
لا توجد وسيلة مؤكدة للوقاية من البهاق، لكن يمكن تقليل فرص الإصابة به عبر:
استخدام واقي الشمس بانتظام
الحفاظ على ترطيب البشرة
تجنّب التوتر والإجهاد
علاج أي أمراض مناعة ذاتية بشكل مبكر