بسبب الاضطرابات المناخية.. ارتفاع أسعار القهوة العالمية بمعدل تجاوز 3%

ارتفعت أسعار القهوة العالمية بمعدل تجاوز 3%، في ظل موجة من الاضطرابات المناخية والتجارية، فقد تعرضت منطقة ميناس جيرايس البرازيلية – أحد أهم أقاليم زراعة قهوة الأرابيكا – لموجة جفاف حادة، دون تسجيل أي هطول للأمطار خلال الأسبوع الماضي، وهو ما أكدته بيانات شركةSomar Meteorología.
ومن المتوقع أن يستمر الطقس الجاف، مما يُنذر بتراجع جودة الحبوب وضعف حجم المحصول البرازيلي لهذا الموسم وتعتبر البرازيل المنتج الأول للقهوة في العالم، وتُسهم بشكل كبير في تحديد الأسعار العالمية.
لم يقتصر التأثير السلبي على المناخ فقط، بل ازداد الوضع تعقيدًا مع عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى خطاب التهديد بفرض رسوم جمركية جديدة على واردات القهوة من البرازيل وفيتنام – ثاني أكبر منتج للقهوة في العالم – وسط حرب تجارية محتملة متجددة.
الرسوم الجمركية المقترحة على القهوة الفيتنامية قد تصل إلى 40%
وتشير التقارير إلى أن الرسوم الجمركية المقترحة على القهوة الفيتنامية قد تصل إلى 40% في حين تم بالفعل فرض رسوم على كل من إندونيسيا (32%) وكمبوديا (25%)، ما يؤثر مباشرة على سلاسل التوريد العالمية، خاصة للسوق الأمريكي.
وتعتبر القهوة من أكثر المحاصيل حساسية لتغير المناخ، إذ تحتاج إلى ظروف بيئية محددة من حيث الحرارة والرطوبة. وقد أثبتت دراسات حديثة أن درجات الحرارة المرتفعة وموجات الجفاف المتكررة بدأت تدفع مزارعي البن في البرازيل، كولومبيا، وإثيوبيا إلى التخلي عن محاصيلهم أو نقلها إلى مناطق أعلى.
ووفقًا لتقرير نشرته مجلة Nature Plant فإن 50% من أراضي زراعة القهوة العالية الجودة معرضة للانقراض بحلول 2050**، في ظل غياب استجابة عالمية حاسمة لمواجهة التغيرات المناخية.
يُظهر هذا الارتفاع الأخير في الأسعار هشاشة سوق القهوة، حيث تؤدي أزمات الطقس والسياسات التجارية إلى تقلبات سريعة تؤثر على المنتجين والمستهلكين على حد سواء. كما أن اعتماد الأسواق على عدد محدود من الدول المصدّرة يجعل الأسعار عرضة للتغيرات الفجائية في الإنتاج أو السياسة.
ويخشى المراقبون من أن يؤدي استمرار الجفاف أو فرض رسوم جديدة إلى أزمات توريد أكثر حدة وارتفاع أسعار القهوة عالميًا، ما ينعكس سلبًا على ملايين المستهلكين حول العالم، وبشكل خاص على الدول المستوردة الكبرى مثل الولايات المتحدة وأوروبا.