عاجل

خبث استراتيجي.. كيف تستفيد إسرائيل من تصدع الداخل السوري؟.. خبير دولي يجيب

 الأحداث الأخيرة
الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء

أوضح الدكتور عبد القادر عزوز، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق، أن الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء لا يمكن فصلها عن محاولات إسرائيلية متكررة لإعادة رسم خرائط المنطقة على أساس عرقي وطائفي، بما يخدم أهدافها الاستراتيجية في إضعاف الدولة السورية، مضيفا: أن "مشروع إعادة توظيف الهويات والانتماءات الدينية في إشعال الفتن ليس جديدًا، بل يتكرر في كل مرة تحاول فيها سوريا استعادة استقرارها".

السويداء في المعادلة السياسية.. الدروز مكون وطني أصيل

وأشار عزوز خلال تصريحاته عبر قناة القاهرة الإخبارية إلى أن أبناء الطائفة الدرزية في السويداء هم جزء أصيل من النسيج الوطني السوري، ولهم تاريخ طويل من المواقف الوطنية والدفاع عن وحدة البلاد، قائلاً: "الدروز ليسوا مجرد رقم في المعادلة السياسية، بل هم ركيزة اجتماعية لها دور سياسي وأمني وثقافي على مدار عقود".

وأضاف أن محاولات تصوير الخلافات الفردية أو الجنائية على أنها صراعات طائفية هي جزء من مخطط أكبر يهدف إلى تفتيت المجتمع السوري وإدخاله في دوامة من النزاعات الداخلية، مؤكدا أن ما نشهده اليوم في الجنوب السوري يعكس إعادة إنتاج لمشروع ما يُسمى "السلام القاسي"، وفقًا لخرائط درب ومسارات ميدانية جديدة يتم فرضها بالتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي.

إسرائيل تعيد تسويق مشروع "السلام القاسي" من بوابة السويداء

وأضاف أن بعض الحوادث ذات الطابع الإجرامي مثل السرقات أو الاعتداءات سرعان ما تُحول إلى أحداث ذات طابع طائفي بحت، من خلال توظيف إعلامي وسياسي ممنهج، منوها إلى أن المشهد العام في سوريا يشهد في الوقت الراهن حالة من الارتياح الشعبي عقب إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، الذي جاء بتفويض من القيادة السورية لوجهاء العشائر والقوى المجتمعية في السويداء، لإدارة شؤون الأمن الداخلي، والحفاظ على السلم الأهلي والاستقرار في المحافظة.

إسرائيل تسعى لتكريس منطقة منزوعة السلاح.. لكن الأمن لا يُبنى بالقوة

أوضح الدكتور عزوز أن إسرائيل تروج لفكرة إقامة منطقة منزوعة السلاح في الجنوب السوري تحت ذريعة الحفاظ على أمنها، في حين أن الأمن الحقيقي لا يتحقق من خلال تغول القوة وانتهاك السيادة، بل من خلال السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق لأصحابها.

وأكد عزوز أن المشروع الإسرائيلي يستهدف خلق وقائع جديدة على الأرض، كتوسيع "ممر داوود" وبناء خرائط طائفية تخدم مصالحه، دون أي اعتبار لسيادة الدول أو وحدة أراضيها، منوها إلى أن أي مشروع سلام حقيقي يجب أن يستند إلى احترام كرامة الإنسان السوري والفلسطيني، واستعادة الحقوق المشروعة، لا إلى مشاريع مفروضة بالقوة أو بترتيبات أمنية تخدم طرفًا واحدًا.

تم نسخ الرابط