وتريلا محملة بالطوب.. سوء حالة طريق كفر البطيخ بدمياط يتسبب في حوادث متكررة

يشهد طريق كفر البطيخ - دمياط حالة من التدهور الشديد في البنية التحتية، الأمر الذي حوله من طريق حيوي إلى مصدر دائم للخطر على أرواح المواطنين وممتلكاتهم.
الطريق، الذي يُعد شريانًا هامًا يربط بين مدينة كفر البطيخ ومركز دمياط، يعاني منذ سنوات من الإهمال وعدم الصيانة، وسط شكاوى مستمرة من الأهالي وسائقي المركبات.
في مشهد يعكس خطورة الوضع، شهد الطريق مؤخرًا حادثًا مروعًا تمثل في تصادم بين سيارة نقل ثقيل "تريلا" محملة بالطوب وأخرى نصف نقل، ما أدى إلى انقلاب الحمولة وسط الطريق، وتسبب في شلل مروري لساعات، دون وقوع خسائر بشرية، ولكن مع أضرار مادية جسيمة بالسيارات وتحطم جزء من الحمولة.
الحادث الذي وقع في وضح النهار، أعاد إلى الواجهة المطالبات المتكررة من أهالي كفر البطيخ وسائقي السيارات بسرعة التدخل العاجل لصيانة الطريق، الذي امتلأ بالحفر والتشققات، ويفتقر إلى أبسط معايير السلامة المرورية مثل العلامات الإرشادية، الإضاءة، ومصدات السرعة في المناطق الحيوية.
وبحسب شهود عيان، فإن الطريق أصبح غير آمن تمامًا، خاصة مع كثافة مرور سيارات النقل الثقيل المحملة بالبضائع ومواد البناء، والتي تضطر للسير بسرعات منخفضة لتفادي الحفر، ما يؤدي إلى اختناقات مرورية وحوادث تصادم بسبب محاولات التجاوز الخاطئة. كما أشار البعض إلى أن الأمطار فى فصل الشتاء تزيد من سوء الوضع، إذ تتحول الحفر إلى برك مائية خطرة تعيق الحركة وتُربك السائقين.
من جهتهم، طالب عدد من المواطنين خلال حديثهم مع الصحافة المحلية، بضرورة رصف الطريق وإعادة تخطيطه بالكامل، مشيرين إلى أنه يخدم عددًا كبيرًا من القرى والمناطق الصناعية والزراعية، ويُستخدم لنقل المنتجات والسلع بين دمياط والمناطق الأخرى، ما يجعله طريقًا ذا أهمية اقتصادية واجتماعية.
ورغم تقدم العديد من الشكاوى إلى الجهات المعنية، لم يُسجل أي تحرك رسمي ملموس حتى الآن، وهو ما دفع بعض المواطنين إلى إطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين المحافظ ووزارة النقل بإدراج الطريق ضمن خطة التطوير العاجلة، قبل أن يتسبب في كارثة حقيقية.
في السياق ذاته، أشار بعض أعضاء المجالس المحلية بكفر البطيخ إلى أنهم نقلوا ملف الطريق إلى الأجهزة التنفيذية مرارًا، إلا أن الاعتمادات المالية والتنسيق مع الجهات المختصة غالبًا ما يعطل عملية الإصلاح.
الجدير بالذكر أن محافظة دمياط، وتحديدًا مدينة كفر البطيخ، تضم عددًا من المصانع والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ما يجعل هذا الطريق محورًا مهمًا لحركة التجارة، ويزيد من أهمية صيانته وتطويره بالشكل الذي يليق بخدمة تلك القطاعات.
وفي ظل استمرار التدهور وغياب الحلول الجذرية، يظل طريق كفر البطيخ شاهدًا على الإهمال، وضحية حتمية لسوء التخطيط، ما يجعل تدخّل الجهات المختصة ضرورة عاجلة وليست رفاهية، حفاظًا على الأرواح والممتلكات، وإنقاذًا للطريق من أن يتحول إلى بؤرة للمزيد من الحوادث المفجعة.