لماذا اعترف الرئيس الإيراني الآن ببعض الإخفاقات الأمنية في الحرب ضد إسرائيل؟

قال الدكتور محمد سعيد عبد المؤمن، أستاذ الدراسات الإيرانية، إن اعتراف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ببعض الإخفاقات الأمنية في سياق الحرب غير المباشرة مع إسرائيل يأتي في إطار قراءة أوسع لتوجهات السياسة الإيرانية في المنطقة، مؤكدًا أن التوجه العقائدي لإيران كدولة ذات هوية شيعية يثير قلقًا عميقًا لدى الولايات المتحدة وإسرائيل.
النفوذ الإيراني عبر امتدادات مذهبية وجيوسياسية
وأشار خلال تصريحاته عبر قناة إكسترا نيوز إلى أن هذا القلق ينبع من اتساع النفوذ الإيراني عبر امتدادات مذهبية وجيوسياسية في عدد من الدول مثل سوريا ولبنان والعراق واليمن، حيث تلعب طهران دورًا مباشرًا في دعم تلك المكونات، وهو ما تعتبره واشنطن وتل أبيب تهديدًا استراتيجيًا يتجاوز البعد العسكري إلى التغلغل السياسي والطائفي.
وأكد أن هذا الدعم الإيراني، الذي يُطلق عليه البعض "أذرعًا إيرانية"، هو في الواقع امتداد مذهبي طبيعي، حيث يسعى الشركاء من ذات الانتماء إلى تقديم الحماية والدعم المتبادل، لا سيما في الجوانب العسكرية، ما يزيد من حساسية الموقف الإقليمي ويُعقّد الحسابات الأمنية.
ونوّه إلى أن الولايات المتحدة كثيرًا ما تستخدم البرنامج النووي الإيراني كذريعة سياسية لمهاجمة طهران، رغم أن التعاون النووي بين الطرفين في مراحل سابقة، بما فيها وجود خبراء أمريكيين في مراحل تأسيس البرنامج، يؤكد أن المسألة النووية ليست وحدها جوهر الأزمة.
إيران تسعى لحماية منشآتها الاستراتيجية شرق البلاد
أشار عبد المؤمن إلى أن الإخفاقات التي لمح إليها الرئيس الإيراني تتعلق بشكل غير مباشر بمحاولات استهداف المنشآت الإيرانية الحيوية، موضحًا أن البرنامج النووي الإيراني لا يتركز في موقع واحد، بل موزّع جغرافيًا في مناطق يصعب استهدافها.
وأوضح أن طهران اتجهت إلى تعزيز قدراتها الدفاعية قرب الحدود الباكستانية، ما يعكس محاولة واضحة لتحصين المواقع الاستراتيجية ضد أية هجمات محتملة، سواء من الولايات المتحدة أو إسرائيل.
وأكد أن الرئيس الإيراني بتصريحه الأخير أراد توجيه رسالة مزدوجة داخلية لتعزيز الثقة في صمود الدولة، وخارجية مفادها أن طهران لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تعرّضت منشآتها لأي استهداف جديد.
ونوّه إلى أن إعادة دعم تلك المنشآت وتحصينها يمثل ركيزة مهمة في استراتيجية الردع الإيرانية التي تزداد وضوحًا مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية والأمريكية.