جراديشار ليس وسام أبو علي.. الأرقام توضح الفارق بين ثنائي الأهلي

ما إن يُنطق اسم وسام أبو علي، حتى يتداعى إلى الأذهان مهاجم استثنائي لا يرحم، لا يساوم، ولا ينتظر الفرص بل يصنعها، لم يكن رقماً يُدرج في التشكيل، بل كان جوهر المنظومة وروحها، اللاعب الذي يُغيّر ملامح المباراة من لمسة، ويقلب موازينها من هجمةٍ عابرة.
وبينما يهمس البعض باسم نيجك جراديشار كخليفة محتمل، تُطل الأرقام والحقيقة لتقول: لا يُستنسخ الطبع، ولا تُكرّر البصمة.
فرغم أن جراديشار انضم إلى الأهلي في الموسم الماضي، وقدم مردودًا لا بأس به من حيث الحركة والمجهود والالتزام التكتيكي، إلا أن مقارنته بوسام تبدو أقرب لمقارنة المايسترو بالعازف المجتهد؛ الأول يقود اللحن، والثاني يؤدي دوره بإتقان، دون أن يُحدث الفارق في اللحظات الحاسمة.
وسام.. المهاجم الذي "يُكسر المباراة"
وسام أبو علي لم يكن مجرد مهاجم يُنهي الهجمات، بل كان عنصرًا حاسمًا قادرًا على قلب نتيجة أي مباراة في لحظة واحدة. سجّل 14 هدفًا من معدل أهداف متوقعة بلغ 11 فقط (xG)، مما يعني أنه تجاوز المتوقع وسجّل "فوق الطبيعي"، وهي سمة لا يمتلكها إلا المهاجمون الكبار.
كما سدّد وسام 76 كرة على المرمى، وصنع 14 فرصة تهديفية محققة، مؤكدًا بذلك تأثيره المباشر في الثلث الأخير من الملعب، وقدرته على خلق الفارق حتى في أصعب الظروف.
جراديشار.. "جيد ولكن ليس قاتلًا"
في المقابل، يمتلك جراديشار قدرات جيدة لا خلاف عليها، فقد سجّل 11 هدفًا من 9 xG، وهي نسبة لا بأس بها وتدل على مهاجم "كفء"، لكنه لا يصل إلى درجة "القاتل".
عدد تسديداته بلغ فقط 47، أي بفارق يقارب 30 تسديدة عن وسام، بينما صنع 11 فرصة محققة، وهو رقم لا يُقلل من أدائه، لكنه لا يُقارن بما قدّمه اللاعب المستبعد.
بين القيمة والإبدال.. القرار موضع تساؤل
ربما يكون جراديشار أكثر طواعية من وسام داخل المنظومة التكتيكية، وقد يتميز في بعض الأدوار المساندة، لكن المفارقة أن وسام كان في أوقات الحسم هو المنظومة ذاتها، اللاعب الذي تُبنى عليه الخطط ويُعوّل عليه في لحظات الحقيقة.
من هنا، يصبح السؤال مشروعًا: هل يكفي أن يكون البديل "فنيًا" أو "جيدًا" ليعوض مهاجمًا كان يصنع الفارق الحقيقي؟ الكواليتي لا يُقاس بالتشابه، ولا كل بديل هو تعويض.