عاجل

دار الإفتاء توضح هل يجوز الكذب خوفًا من الحسد؟ وكيفية تحصين النفس

دار الإفتاء توضح هل يجوز الكذب خوفًا من الحسد؟ وكيفية تحصين النفس

الكذب خوفا من الحسد
الكذب خوفا من الحسد

 

تُعد مسألة الكذب خوفًا من الحسد من القضايا التي تثير الكثير من التساؤلات، خاصة في المجتمعات التي تؤمن بآثار الحسد وتأثيره على حياة الأفراد. فهل يجوز للإنسان أن يلجأ إلى الكذب حمايةً لنفسه أو لأحبّائه من أعين الحاسدين؟ للإجابة على هذا السؤال، لا بد من النظر إليه من زوايا متعددة تشمل الشريعة الإسلامية والعلاقات الاجتماعية.

الحسد في الإسلام:


أوضحت دار الإفتاء أن الحسد مذكور في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: “وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ” (سورة الفلق: 5). وقد حذّر النبي ﷺ من الحسد، مشيرًا إلى آثاره السلبية على العلاقات الاجتماعية والنفسية. لذا، من المشروع أن يتخذ الإنسان احتياطاته لتجنب الحسد، ولكن هل يشمل ذلك اللجوء إلى الكذب؟

حكم الكذب شرعًا:


في الأصل، يُعد الكذب من الكبائر في الإسلام، وقد ذمّه الله ورسوله ﷺ في مواضع كثيرة. قال النبي ﷺ: “إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار…” (متفق عليه). ومع ذلك، أقرّت الشريعة الإسلامية بعض الحالات التي يُباح فيها الكذب، مثل الإصلاح بين الناس أو في الحرب، لكن مسألة الكذب خوفًا من الحسد ليست من هذه الحالات بشكل صريح.

البدائل الشرعية للكذب:


بدلًا من اللجوء إلى الكذب، يمكن للإنسان استخدام التورية، وهي أن يقول كلامًا يحتمل معنيين، فيفهم السامع معنى بينما يقصد المتكلم معنى آخر لا يكون كذبًا صريحًا. على سبيل المثال، إذا سُئل شخص عن نجاح مشروعه، يمكنه أن يجيب: “الأمور تسير كما قدر الله”، دون الحاجة إلى نفي النجاح أو المبالغة فيه.

التوكل والتحصين:


الأفضل من الكذب أو حتى التورية هو التوكل على الله، وقراءة الأذكار اليومية، مثل المعوذتين وآية الكرسي. فالإيمان بأن الله هو الحامي الحقيقي يبعث الطمأنينة في القلب، ويغني عن أي تصرف غير مشروع

طرق التحصين من الحسد والعين في ضوء الشريعة الإسلامية

 

الحسد والعين من الأمور التي ذكرت في القرآن والسنة، وقد حثّ الإسلام على التحصّن منهما بالوسائل المشروعة التي تحفظ الإنسان بإذن الله. إليك أهم الطرق التي تساعد على الوقاية:
1. المداومة على الأذكار والأدعية:
• قراءة أذكار الصباح والمساء.
• الإكثار من المعوذتين (سورة الفلق وسورة الناس) وسورة الإخلاص.
• قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة وعند النوم.
• قول الدعاء النبوي: “أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.”
2. الرقية الشرعية:
• قراءة الفاتحة وآيات الحفظ (مثل آية الكرسي) على النفس أو على الماء والشرب منه.
• النفث في اليدين بعد قراءة المعوذتين والإخلاص، ثم مسح الجسد.
3. التوكل على الله وحسن الظن به:
• الإيمان بأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
• الثقة بأن الله هو الحافظ، مع السعي بالأسباب المشروعة.
4. عدم التباهي المفرط بالإنجازات:
• إظهار النعم بشكر الله دون مبالغة في الحديث عنها أمام الآخرين.
• استخدام كلمات مثل “ما شاء الله لا قوة إلا بالله” عند الحديث عن النعم.
5. الدعاء للأبناء والأهل:
• الدعاء بالبركة للأحباء، كما كان النبي ﷺ يدعو للحسن والحسين: “أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.”
6. الإكثار من الاستغفار والصدقة:
• الصدقة تطفئ البلاء وتُبارك في الرزق.
• الاستغفار يجلب رحمة الله ويفتح أبواب الحفظ الإلهي.
7. تجنب الحسد للآخرين:
• تطهير القلب من الحسد والبغضاء.
• الدعاء بالبركة لمن ترى عنده نعمة، فهذا يقيك شر الحسد

تم نسخ الرابط