انشقاقات تضرب حكومة نتنياهو.. وشاس ينسحب ولبيد يفتح باب الانتخابات

أعلن وزراء حزب "شاس" اليميني المتشدد في إسرائيل، استقالتهم من الحكومة احتجاجًا على فشل تمرير قانون إعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية، مؤكدين في الوقت نفسه استمرار دعمهم للائتلاف الحاكم، حسبما ذكرت صحيفة “إندبدنت” البريطانية.
انسحاب حزب "يهدوت هتوراه"
وتأتي هذه الخطوة بعد يومين فقط من انسحاب حزب "يهدوت هتوراه" (التوراة اليهودي المتحد) للسبب ذاته، ما أدى إلى فقدان ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أغلبيته البرلمانية، إذ بات يسيطر على 60 مقعدًا فقط من أصل 120 في الكنيست، ما يضعف قدرته على تمرير القوانين.
وفي حال قرر "شاس" الانسحاب الكامل من الائتلاف، ستنخفض قاعدة نتنياهو البرلمانية إلى 49 مقعدًا، ما يعني حكومة أقلية، رغم تأكيد الحزب أنه لن يدعم أي محاولة لحجب الثقة عن الحكومة.
قضية تجنيد المتدينين ظلت على مدار عقود إحدى أعقد القضايا في إسرائيل، مع استمرار الإعفاء الممنوح لهم منذ تأسيس الدولة عام 1948 مقابل التفرغ للدراسة الدينية، غير أن الحرب الدائرة منذ أكثر من 21 شهراً في غزة غيّرت موازين القوى، ودَفعت بالمؤسسة العسكرية للمطالبة بتوسيع التجنيد.
وزير الشؤون الدينية المستقيل عن "شاس"، ميخائيل ملكئيلي، وصف أي محاولة لتجنيد الرجال الحريديم بأنها "اضطهاد ديني".
زعيم المعارضة يطالب بانتخابات مبكرة
في المقابل، دعا زعيم المعارضة يائير لبيد نتنياهو إلى الدعوة لانتخابات مبكرة، معتبراً أن "حكومة أقلية لا يمكنها أن تواصل إرسال الجنود للقتال"، واصفاً الحكومة بأنها "غير شرعية".
ويواجه ائتلاف نتنياهو، الذي شُكل في ديسمبر 2022 بتحالف بين الليكود والأحزاب اليمينية والدينية المتشددة، ضغوطاً متزايدة في ظل الخلافات الحادة حول قانون التجنيد، ما يهدد استقراره السياسي.
هدنة غزة| ضوء أمريكي أخضر ونتنياهو يلوّح بالمرونة وتحذيرات أممية تنذر بالكارثة
قال ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط، إن محادثات وقف إطلاق النار في غزة "تسير على نحو جيد"، مشيراً إلى تحقيق تقدم دون كشف تفاصيل حول الصيغة أو الجدول الزمني المقترح.
في المقابل، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الخميس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعطى تعليمات لفريق التفاوض بإبداء مرونة أكبر بهدف التوصل إلى اتفاق تهدئة مع حماس، وسط مؤشرات متزايدة على إحراز تقدم.
ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي أن تل أبيب وافقت مبدئياً على الانسحاب من محور موراغ وبعض المناطق داخل غزة في إطار صفقة محتملة، لكنها لا تزال متمسكة بشروطها في قضايا رئيسية، خاصة نسبة تبادل الرهائن بالأسرى الفلسطينيين، ورفضها للإفراج عن المحكومين بالمؤبد.
كما أشار المصدر إلى أن حماس ترفض الآلية الإسرائيلية الجديدة لتوزيع المساعدات في القطاع، وتُصر على انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى خطوط ما قبل 2 مارس 2024، وهي نقطة خلاف أساسية.
ورغم هذه التباينات، نقلت الصحيفة عن مصادر حكومية إسرائيلية أن فرص نجاح الاتفاق باتت "تفوق احتمالات الفشل" مع تزايد الضغط الدولي.