بين الذهب والفضة.. رحلة البحث عن استثمار آمن في ظل ارتفاع الأسعار

بعد الارتفاع الكبير في أسعار الذهب، الذي يُعتبر من أبرز وأهم وسائل الاستثمار الآمنة، أصبح العديد من الناس يواجهون صعوبة في تلبية احتياجاتهم من الذهب بسبب الزيادة الملحوظة في أسعاره.
ومع تزايد تكاليف الحياة وارتفاع التضخم، أصبحت السيولة المتوفرة لدى الكثيرين غير كافية للاستثمار في الذهب، ما دفع العديد منهم، خاصةً أولئك الذين لا يمتلكون سيولة كبيرة، إلى البحث عن بدائل أرخص وأكثر ملاءمة، مثل الاستثمار في الفضة، التي تُعد خيارًا متاحًا للكثيرين نظرًا لمزاياها الاقتصادية مقارنة بالذهب، على الرغم من الفروق بينهما في السوق والإقبال عليهما.
أسعار الذهب
قال لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن شراء المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة يُعد وسيلة فعالة للحفاظ على القيمة الشرائية للنقود في مواجهة التضخم.
وأضاف منيب في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم"، أن الهدف من الاستثمار في الذهب هو الحفاظ على الأموال بحيث تظل قيمتها ثابتة وتوفر حماية ضد التضخم، موضحا أن الذهب يتمتع بميزة كبيرة مقارنة بالفضة أو المعادن الأخرى، وهي سهولة إعادة البيع وتحويله إلى نقد في أي وقت.
الاستثمار في الذهب
وتابع نائب رئيس شعبة الذهب أن شراء الذهب يسمح للفرد بتحصين أمواله بشكل أفضل من المعادن الأخرى، حيث يعتبر الذهب أكثر سهولة في النقل والتخزين بفضل حجمه الصغير، موضحا أنه كون الفضة معدنًا ثمينًا، فإن سوقها لا يزال محدودًا نسبيًا مقارنة بالذهب، مما يقلل من خيارات البيع والشراء.
وأشار منيب إلى أن الذهب يمتاز بميزة إضافية، وهي سهولة تخزين كميات صغيرة منه مقارنة بين استثمار في كيلو من الفضة وعشرين جرامًا من الذهب، ما يجعله الخيار المفضل للعديد من المستثمرين الذين يبحثون عن استثمار طويل الأمد.
ورغم أن الفضة قد تكون بديلاً جيدًا للأشخاص الذين يواجهون صعوبة في شراء الذهب بسبب ارتفاع أسعاره، إلا أن الذهب يبقى الخيار الأفضل للاستثمارات طويلة الأجل وسهولة التحويل إلى سيولة نقدية في أي وقت.
من جانبه، أشار نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب سابقًا، إلى أن ارتفاع أسعار الذهب دفع البعض للجوء إلى شراء الفضة كبديل، خاصة لأولئك الذين لا يمتلكون سيولة كافية لشراء الذهب.
أسعار الفضة
وأضاف نجيب في تصريحات لـ "نيوز رووم"، أن الكثير من الناس يتجهون لشراء الفضة الخام بدلاً من المشغولات الفضية، حيث تكون الأسعار أقل، ويقومون بتخزينها على أمل أن ترتفع قيمتها مع مرور الوقت.
وأوضح نجيب أن الفضة، مثل الذهب، تُعد معدنًا ثمينًا يخضع لتقلبات البورصة العالمية، ويمكن أن تشهد أسعارها ارتفاعًا في المستقبل إذا تم تخزينها لفترة من الزمن، مشيرا إلى أن الإقبال على شراء الفضة حاليًا يتراوح بنسبة 25%، سواء في صورة مشغولات أو سبائك، ما يعكس حالة الركود في سوق الذهب بسبب ارتفاع الأسعار، حيث وصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 4125 جنيهًا، مما يجعل الفضة خيارًا مناسبًا للكثيرين.
الاستثمار في الفضة
وأكد نجيب أن الفضة تتميز بتنوع مشغولاتها التي تناسب مختلف الأذواق، لكنه أشار إلى أن مقارنة الإقبال على الذهب والفضة ليست دقيقة، حيث يمتلك كل منهما جمهوره الخاص.
ولفت إلى أن ارتفاع تكلفة المصنعية في المشغولات الفضية يجعل بيع القطع بأسعار منخفضة مقارنة بتكلفتها أمرًا شائعًا، مشيرًا إلى أن المستثمرين في الفضة يُفضلون شراء السبائك لعدم وجود مصنعية عليها، ما يساهم في تحقيق ربح مستقبلي مع ارتفاع الأسعار.