الأمير هاري يعيد إحياء مسيرة والدته الأميرة ديانا لإزالة الألغام في أنغولا

في مشهد أعاد للأذهان واحدة من أكثر اللحظات الإنسانية تأثيرا في تاريخ العمل الخيري الملكي، زار الأمير هاري، دوق ساسكس، حقول الألغام في أنغولا مجددا،صدى الصورة الشهيرة لوالدته الأميرة ديانا التي سارت في المكان نفسه قبل 28 عاما، حاملة معها رسالة أمل وإنسانية.

العودة إلى أرض الذاكرة
وفي عام 1997 أثارت الأميرة ديانا ضجة عالمية عندما ظهرت مرتدية قناع واقي وسترة ضد الانفجارات وهي تسير وسط حقل ألغام نشط في هوامبو أنغولا، ضمن جهودها لدعم حملة دولية لحظر الألغام الأرضية.
وبعد ما يقارب ثلاثة عقود يسير نجلها الأمير هاري على ذات الدرب، ليعيد تسليط الضوء على القضية نفسها.
وقال الأمير هاري خلال الزيارة:“لا ينبغي أبدا أن يعيش الأطفال في خوف من اللعب في الخارج أو المشي إلى المدرسة”،
مؤكدا أن الألغام الأرضية ما زالت تهدد المدنيين الأبرياء في أنغولا وغيرها من الدول الخارجة من النزاعات حسب ما تم نقله عن تقرير نشر في cnn
دعم لمنظمة HALO Trust
وزار الأمير هاري أنغولا بدعوة من مؤسسة “هالو ترست” الجهة التي كانت الأميرة ديانا من أبرز داعميها في التسعينات.

وخلال زيارته انخرط في تدريب توعوي حول السلامة من الألغام، وشارك الأطفال المحليين دروس عن كيفية تجنب الانفجارات الناتجة عن بقايا الحرب الأهلية التي استمرت حتى عام 2002.
كما زار قرى متضررة والتقى بعائلات وأطفال تلقوا تدريبات على الوقاية من الألغام، مما يؤكد اهتمامه المستمر بالقضايا الإنسانية بعد تنحيه عن مهامه الملكية الرسمية.
آلاف الحقول تنتظر التطهير
وتشير بيانات مؤسسة HALO Trust إلى أنها قامت بتطهير أكثر من 120 ألف لغم أرضي في أنغولا حتى الآن.
ومع ذلك لا يزال هناك نحو ألف حقل ألغام بحاجة للتطهير.
ومنذ عام 2008 قتل أو أصيب قرابة 60 ألف شخص بسبب هذه المتفجرات الموروثة من سنوات النزاع.
وقال الأمير هاري، الذي يشغل منصب راعي المؤسسة:“لا تزال بقايا الحرب تهدد الأرواح كل يوم”.
لقاء مع رئيس أنغولا وتعاون حكومي
وفي إطار زيارته التقى الأمير هاري بالرئيس الأنغولي جواو لورينسو الذي أكد التزام الحكومة المتجدد بدعم جهود إزالة الألغام.
من جهته عبر جيمس كوان، الرئيس التنفيذي لـ HALO Trust، عن امتنانه، قائلاً:“سنواصل عملنا تضامنا مع الشعب الأنغولي حتى يتم تطهير كل لغم أخير”.
من حقل ألغام إلى مدرسة
الطريق الذي سارت عليه الأميرة ديانا عام 1997 أصبح اليوم حي سكني نابض بالحياة، ويضم مدرسة أطلق عليها اسمها “مدرسة الأميرة ديانا” يرتادها مئات الأطفال المحليين.

ورغم الانتقادات السياسية التي تعرضت لها ديانا وقتها بسبب مواقفها المناهضة للألغام، إلا أن زيارتها رسخت وعي عالمي بالقضية.