راح أمريكا ومرجعش.. تفاصيل أزمة وسام أبو علي مع الأهلي

لم تكن رحلة وسام أبو علي، مهاجم النادي الأهلي، إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية 2025، مجرد تجربة عابرة أو محطة كروية مؤقتة، بل كانت أشبه بمنعطف حاد غيّر مسار علاقته بالنادي، وفتح أبواب أزمة متصاعدة لا تزال فصولها تتكشف تباعًا.

فبينما عاد الفريق إلى القاهرة بعد نهاية البطولة، احتفظ وسام بمقعده على الجانب الآخر من المحيط، متشبثًا بقرار بدا في ظاهره شخصيًا، لكنه في عمقه كان صرخة اعتراض على واقع لا يرضيه. إذ تشير الوقائع إلى أن اللاعب، الذي وجد في الأجواء الأمريكية قدرًا من الراحة والهدوء، بدأ يميل إلى فكرة البقاء، رافضًا العودة إلى بيئة شعر فيها بالتهميش وفقدان الثقة.

الأزمة لم تكن وليدة لحظة واحدة، بل تراكمت على وقع تباينات في الرؤى والطموحات بين اللاعب والجهاز الفني، وانتهت إلى استبعاد صريح من معسكر إعداد الموسم الجديد، استبعادٌ أرسل رسالة واضحة بأن العلاقة قد تصدّعت، وربما اقتربت من نقطة اللاعودة.

وهكذا، تحولت رحلة وسام أبو علي من تمثيل نادٍ عريق في محفل عالمي، إلى قصة تمردٍ ناعم، قد لا تُحسم داخل الملاعب، بل على طاولة المفاوضات وخلف الأبواب المغلقة.

معسكر تونس والاستبعاد المفاجئ

تفجّرت الأزمة علنًا عقب إعلان قائمة الأهلي المتجهة إلى تونس لخوض معسكر الإعداد للموسم الجديد 2025-2026، والتي خلت من اسم وسام أبو علي. هذا القرار لم يكن عابرًا، بل جاء ليؤكد أن العلاقة بين الطرفين وصلت إلى طريق مسدود.

وبحسب مصادر مقربة من اللاعب، فقد شعر وسام بالغضب الشديد من هذا الاستبعاد، خاصة مع صدور بيانات رسمية من النادي تجاهه، اعتبرها اللاعب "غير منصفة" وتعكس – بحسب وصفه – رغبة في تهميشه وإلقاء اللوم عليه في أزمة لا يتحملها وحده.

أمريكا.. حيث بدأت القطيعة

تشير المصادر إلى أن وسام أبو علي، وبعد نهاية مشاركة الأهلي في مونديال الأندية، سافر إلى الولايات المتحدة لزيارة أسرته وبعض الأصدقاء، لكنه أُعجب كثيرًا بالحياة هناك، وبدأت تراوده فكرة عدم العودة إلى القاهرة، خاصة في ظل عدم وضوح مستقبله مع الفريق.

وخلال تلك الفترة، تلقى اللاعب عدة عروض احترافية من أندية خارجية، من بينها عرضان من الدوري الأمريكي MLS، وأبلغ إدارة الأهلي برغبته في الرحيل بشكل ودي، خاصة بعد حديث سابق – أكده مصدر موثوق – مع المدير الرياضي محمد يوسف، الذي وعده بالسماح له بالمغادرة بعد كأس العالم للأندية.

 الأهلي يرفع سقف المطالب.. وأبو علي يُصعّد

رغم رغبة اللاعب الصريحة في المغادرة، اصطدمت محاولاته بالرفض القاطع من إدارة النادي، التي طالبت بمقابل مالي اعتبره اللاعب مبالغًا فيه ويعطل انتقاله. ووفقًا للمصدر، فقد تقدّم وسام بعدة عروض رسمية، لكنها قوبلت جميعًا بالرفض أو بالمماطلة.

الغضب بدأ يتصاعد، لدرجة أن اللاعب أبلغ مقربين منه بأنه حسم قراره بالرحيل ولن يعود لارتداء قميص الأهلي، مؤكّدًا أنه لن يكون جزءًا من مشروع الفريق في الموسم المقبل، لا فنيًا ولا ذهنيًا.

 أزمة مفتوحة على كل الاحتمالات

حتى اللحظة، لم يُصدر الأهلي بيانًا رسميًا يوضح موقفه النهائي من اللاعب، لكن استبعاده من المعسكر، إلى جانب صمته حيال الأزمة، يلمّح إلى أن الطلاق قد اقترب.
أما وسام أبو علي، فيبدو أنه عثر على وجهته المقبلة.. بعيدًا عن التتش، وربما أقرب كثيرًا إلى شوارع ميامي أو لوس أنجلوس.