عاجل

الطائفة الدرزية.. وائل الشهاوي يكشف أصولها وتحركاتها في الشرق الأوسط|فيديو

وائل الشهاوي
وائل الشهاوي

أكد الدكتور وائل الشهاوي، الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أن الطائفة الدرزية تُعد واحدة من فروع المذاهب الشيعية الباطنية، مشيرًا إلى أن نشأتها تعود إلى فترة الدولة الفاطمية في مصر. 

جذور الطائفة الدرزية وارتباطها 

وأوضح وائل الشهاوي خلال حواره في برنامج "مساء dmc"، الذي يُذاع عبر فضائية dmc، أن المصادر التاريخية تؤكد أن أصل العقيدة الدرزية ارتبط ارتباطًا مباشرًا بالفكر الإسماعيلي الذي تبنّته الدولة الفاطمية في ذلك الوقت.

وأشار وائل الشهاوي إلى أنه بعد سقوط الدولة الفاطمية وصعود الحكم السني بقيادة صلاح الدين الأيوبي، تم القضاء على المذهب الشيعي في مصر، ما دفع أتباع الفكر الباطني ومنهم الدروز، إلى الهروب بأفكارهم ومعتقداتهم نحو مناطق أكثر انغلاقًا في بلاد الشام، حيث استقروا في منطقة تُعرف اليوم بجبل الدروز.

عدد أفراد الطائفة الدرزية

أوضح وائل الشهاوي أن عدد أبناء الطائفة الدرزية لا يتجاوز مليون نسمة في مختلف أرجاء العالم العربي، ويتوزعون جغرافيًا بين ثلاث دول رئيسية هي: سوريا ولبنان وفلسطين، مركدًا أن الطائفة تحافظ على كيانها الاجتماعي والسياسي من خلال قيادات روحية وزعامات محلية خاصة بكل دولة، تلعب دورًا كبيرًا في توجيه مواقفها السياسية والاجتماعية.

ومن أبرز الشخصيات الدرزية المعروفة في العصر الحديث، بحسب ما أشار إليه وائل الشهاوي، هو وليد جنبلاط، الزعيم اللبناني البارز، والذي يمتلك تأثيرًا واسعًا في الساحة السياسية اللبنانية والعربية، خاصة في ظل تقلبات المعادلة الطائفية في لبنان.

الدور السياسي للطائفة الدرزية 

وشدد وائل الشهاوي في شؤون الشرق الأوسط على أن الطائفة الدرزية، رغم قلة عددها مقارنةً بغيرها من الطوائف الكبرى، كانت دائمًا حاضرة بقوة في المشهد السياسي الإقليمي، قائًلا: "أبناء هذه الطائفة تمكنوا من تثبيت وجودهم كلاعب فاعل في الأحداث الكبرى التي شهدتها المنطقة، بدءًا من فترة الاحتلالين الإنجليزي والفرنسي، حيث شاركوا بقوة إلى جانب القوات الأجنبية في تلك الحقبة الحساسة".

وأشار وائل الشهاوي إلى أن الدروز دعموا الثورة العربية ضد الدولة العثمانية، لكن ليس بدافع قومي أو انتماء إلى الهوية العربية، بل طمعًا في الحصول على كيان سياسي مستقل يمكّنهم من الحفاظ على خصوصيتهم الفكرية والدينية، وفقًا لما ذكره.

الدرزي بين الطائفية والسياسة 

وأوضح وائل الشهاوي أن الطائفة الدرزية تميزت تاريخيًا بعدم الإفصاح الكامل عن معتقداتها، حيث يُعرف عنها أنها طائفة مغلقة لا تسمح للغرباء باعتناق دينها أو حتى الاطلاع على نصوصها العقائدية، وهو ما زاد من غموضها في عيون الكثير من المراقبين والباحثين.

وأكد وائل الشهاوي أن هذا الغموض لم يمنع الطائفة من نسج تحالفات سياسية تتماشى مع مصالحها، سواء في الداخل اللبناني أو في سوريا أو فلسطين، وغالبًا ما كانت تتحرك ضمن حسابات دقيقة تحفظ لها توازنها بين القوى المتصارعة، دون أن تنجر بالكامل إلى صراع مذهبي مباشر.

الإعلامي أسامة كمال 
الإعلامي أسامة كمال 

الدروز في الشرق الأوسط

وفي ختام حديثه، أشار الدكتور وائل الشهاوي إلى أن الطائفة الدرزية تمثل نموذجًا خاصًا في التركيبة الطائفية للشرق الأوسط، حيث نجحت رغم محدودية عددها في لعب أدوار سياسية كبيرة منذ بدايات القرن العشرين وحتى الآن، مستفيدة من موقعها الجغرافي، وغموضها العقائدي، وتحالفاتها المتنوعة مع القوى الدولية والإقليمية.

تم نسخ الرابط