بعيون تذرف دمًا.. والدة طه ضحية الثانوية العامة: «ابني حلمه يدخل كلية الشرطة»

تحدثت والدة الطالب طه باكيةً عن حالة ابنها النفسية المتدهورة بعد ضياع حلمه في الالتحاق بكلية الشرطة، مؤكدة أن نجلها كان يضع هدفًا واضحًا أمام عينيه، لكن الظروف الحالية جعلت مستقبله يبدو غامضًا.
وبصوت متهدج، قالت والدة الطالب طه، في مداخلة هاتفية مؤثرة مع برنامج "النص الحلو" على قناة الحدث اليوم: "إحنا مش عايزين مشاكل، إحنا عايزين نعلمكم.. تطلعوا بأحسن حال، كان عنده هدف، ماكنش عايز حاجة غير يحققه فقط."
كلمات بسيطة لكنها محملة بالحزن والخذلان، تعكس معاناة أسرة كاملة ترى ابنها المجتهد تنهار أحلامه أمام عينيه، دون أن يعرفوا ما السبب أو إلى أين يذهبون به.
مالوش في الصحوبية
وفي وصفها لحياة ابنها الدراسية والسلوكية، قالت والدة الطالب طه إن أبنها كان شابًا ملتزمًا، لا يعرف طريق اللهو أو الانحراف، مشيرةً إلى أنه كان يقضي أغلب وقته في المذاكرة، بعيدًا عن أي دوائر اجتماعية أو صداقات قد تشتته.
وأضافت والدة الطالب طه: "ما بيقومش من على المذاكرة والله، لا بيمشي مع حد، ولا يعرف أي حد.. أبوه شديد عليه، وما بيحبش التهاون، ما لناش دعوة بحد، ولا بيحب حد يتدخل في حياته."
هذه الكلمات تؤكد أن طه نشأ في بيئة منضبطة وملتزمة، وأنه كان يحمل على عاتقه مسؤولية تحقيق حلمه والارتقاء بنفسه وبأسرته، وهو ما زاد من حزنهم بعد تعرّض مستقبله للخطر.
صرخة شاب محطم
وتابعت والدة الطالب طه المكلومة الحديث عن الحالة النفسية لابنها، مشيرةً إلى أنه بات يشعر بالانكسار والإحباط الشديد، حتى أنه يردد جملة واحدة باستمرار: "أنا خلاص، مستقبلي ضاع".
وهي عبارة تكشف مدى الانهيار الذي وصل إليه، خاصة وأن حلمه كان الالتحاق بكلية الشرطة، وهو هدف لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة اجتهاد طويل وانضباط شخصي ودراسي، الأم، رغم حزنها، لم تفقد الأمل، وأردفت: "لا إن شاء الله مستقبله ما يكونش ضاع، وإن شاء الله يدخل كلية الشرطة."
والدته تناشد المسؤولين
وعن حالته الصحية، قالت والدة طه إن درجة حرارته كانت مرتفعة، وأنه تلقى علاجًا بعد زيارته للمستشفى اليوم، مشيرةً إلى أن الأطباء قدموا ما يستطيعون، قائلة: "ربنا يبارك فيهم يا رب، ما حدش سايبنا."
لكن خلف هذه الكلمات تبرز رسالة غير مباشرة، تطلب فيها الأم من المسؤولين الالتفات إلى معاناة ابنها، سواء على المستوى النفسي أو الصحي، قبل أن يفقد الشاب مستقبله بالكامل أو يدخل في مرحلة يأس يصعب الخروج منها.

نداء إنساني من أم مصرية
حديث أم طه ليس مجرد شكوى، بل صرخة أم تطلب بصوت مبحوح فرصةً عادلة لابنها، هي لا تبحث عن واسطة، ولا تتمنى سوى أن تُمنح ابنها الفرصة التي يستحقها، بعد أن قدم كل ما في وسعه من جهد والتزام.
وفي النهاية، رسالتها الواضحة: "إحنا مش عايزين حاجة.. إحنا عايزين ولادنا يحققوا حلمهم ويتعلموا.. ده حلمه، ما تضيعهوش."