عاجل

بدعم من واشنطن.. هل بدأ الاحتلال مخطط إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط؟

نتنياهو
نتنياهو

أوضح محسن أبو رمضان، المحلل السياسي، أن التصعيد الإسرائيلي الأخير لا يمكن قراءته بمعزل عن الأزمات الداخلية التي يعيشها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لكنه نبه إلى أن ما يحدث يتجاوز مجرد الهروب من الضغوط المحلية، ليصل إلى تنفيذ مشروع استراتيجي أوسع.

رسم خريطة الشرق الأوسط؟

وأشار أبو رمضان خلال تصريحاته عبر قناة القاهرة الإخبارية إلى أن "نتنياهو دأب على استخدام التصعيد العسكري كوسيلة للهروب من أزماته السياسية المتكررة، فتارة يتجه إلى غزة، وأخرى إلى لبنان، أو إيران، أو اليمن، ولكن هذه التحركات ليست عشوائية"، مؤكداً أن “الأمر يرتبط بخطة متكاملة لدى حكومة اليمين المتطرف، تهدف لإعادة هيكلة المنطقة بما يخدم مشروع “الشرق الأوسط الجديد” الذي تروج له إسرائيل بدعم أمريكي مباشر".

 

نتنياهو وأزمة الائتلاف.. تصعيد للهروب

ونوه أبو رمضان إلى أن نتنياهو يواجه ضغوطاً متزايدة داخل ائتلافه الحاكم، خاصة مع تهديدات من شركائه مثل سموترتش وبن غفير بالانسحاب، في حال تم التوصل إلى اتفاق هدنة مع غزة"، مضيفا: "هذا ما يجعل من التصعيد مخرجاً مؤقتاً لإعادة ترتيب أوراقه السياسية داخلياً".

وأشار إلى أن التصعيد الأخير في سوريا، قد لا يكون بعيداً عن هذه الأجندة، بل يشكل امتداداً لما وصفه بـ"المخطط الإقليمي لتفكيك الدول العربية على أسس طائفية وعرقية"، مضيفاً أن إسرائيل تحاول استغلال التوترات لتأجيج الانقسامات، كما تفعل أحياناً بين الدروز والعلويين أو بين المسيحيين والمسلمين في لبنان.

 

التصعيد في سوريا.. رسائل متعددة الاتجاهات

وفي السياق ذاته، أكد أبو رمضان أن إسرائيل تسعى إلى "نقل الوضع في سوريا من مرحلة الاستقرار النسبي إلى مرحلة التفتيت الكامل، تمهيداً لتقسيمها جغرافياً وديموغرافياً"، مشيراً إلى أن ذلك يتزامن مع تعزيزات عسكرية إسرائيلية على حدود الجولان.

وقال: "الاحتلال يسعى إلى تقويض أي محاولة لبناء توافق داخلي سوري، أو جهود لتحقيق مصالحة وطنية"، مؤكداً أن "هناك نية واضحة لنقل فرقتين عسكريتين من قطاع غزة إلى الجولان، في خطوة تؤشر إلى تصعيد كبير قادم".

تحذيرات من تقسيم سوريا.. ومواجهة مع تركيا

كما نوه أبو رمضان إلى أن هذه التحركات لا تستهدف فقط سوريا، بل تحمل رسائل مباشرة إلى الدول العربية وتركيا على حد سواء، قائلاً: "إسرائيل تريد إضعاف أي مبادرة تركية للتأثير في الملف السوري، وتسعى لفرض سيطرتها على المشهد، ضمن مشروع تقاسم النفوذ في المنطقة".

وفي هذا الإطار، أوضح أن ما يتم تداوله من تصريحات أمريكية سابقة بشأن "الحوار الداخلي السوري" أو "مطالبة إسرائيل بعدم ضرب الجيش السوري"، ما هو إلا "خداع تكتيكي"، استخدم لخلق سحب دخانية وتمهيد الطريق أمام الاحتلال لتنفيذ عملياته العسكرية بحرية.

ما الذي ينتظر سوريا؟.. السيناريوهات القادمة

وحول السيناريوهات المحتملة، أكد أبو رمضان أن "الاحتلال يخطط لعمليات برية وجوية في الجنوب السوري، تستهدف بنية النظام الجديد، وتحول دون أي تواصل بين المكونات الطائفية أو الاجتماعية"، واعتبر أن "الهدف النهائي هو خلق بيئة من الفوضى تؤدي إلى تقاسم سوريا بين القوى الدولية والإقليمية، على رأسها إسرائيل".

واختتم حديثه بالإشارة إلى أن "الخطر لم يعد محصوراً في المواجهة العسكرية فقط، بل يمتد إلى المساس بسيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها، وهو ما يفرض على الحكومة السورية وحلفائها مراجعة الخيارات الاستراتيجية خلال الفترة المقبلة".

تم نسخ الرابط