تيسير فهمي تكشف كواليس رفضها المسرح القومي: «التمثيل حرية.. والاستغناء نعمة»

فجرت الفنانة تيسير فهمي مفاجأة فنية من العيار الثقيل، حين كشفت لأول مرة عن أسباب رفضها الانضمام إلى المسرح القومي رغم أنه كان حلمًا يراود معظم خريجي معهد الفنون المسرحية في سبعينيات القرن الماضي، مشددة على أن "الحرية" في اختيار الدور واحترام الذات كانا دائمًا بوصلتها في مشوارها الفني.
تمرد تيسير فهمي
تحدثت تيسير فهمي، في حوار صريح عبر برنامج "الستات" على قناة النهار، عن شخصيتها التي توصف بالتمرد، قائلة: "أنا مش متمردة بالشكل السلبي، لكني عنيدة وصاحبة قرار، محدش يقدر يفرض عليّ حاجة مش مقتنعة بيها"، موضحة أن ما يبدو "تمردًا" هو في الحقيقة إصرار على احترام الذات الفنية والإنسانية، وهو ما دفعها لرفض عروض في بداية مشوارها الفني، رغم صعوبتها وقتها
رفضت العمل مع سميحة أيوب
كشفت تيسير فهمي أنها رفضت عرضًا من الفنانة الكبيرة سميحة أيوب للانضمام إلى فرقة المسرح القومي بعد تخرجها عام 1977، معلقة: "كانوا ممكن يطلبوا منك تقفي كأنك عمود نور على المسرح، وما تقدرش تقولي لأ.. وأنا جيت أمثل عشان بحب التمثيل مش علشان أقبل أي حاجة بالعافية".
هذا الرفض لم يكن تمردًا عابرًا بل كان انعكاسًا لما وصفته الفنانة بـ"قناعة داخلية بأن الفن رسالة مش مجرد تواجد"، مؤكدة أن الاختيار الواعي هو أساس النجاح.
في "رأفت الهجان"
أما عن رفضها تقديم دور شقيقة رأفت الهجان في المسلسل الشهير، فقالت تيسير فهمي إنها فضّلت تقديم شخصية "سارة" رغم قِصر عدد الحلقات، مشيرة إلى أن: "المهم مش أنا هطلع قد إيه على الشاشة، لكن هطلع أقول إيه.. لازم أستمتع بالدور علشان الجمهور يصدقني".
وأكدت تيسير فهمي أنها لا تسعى للكم بل للكيف، وأن محتوى الشخصية هو ما يجذبها، لا مدتها أو شهرتها، وهو ما يتسق مع مبدأ "الاستغناء" الذي تحدثت عنه خلال اللقاء.
الاستغناء عند تيسير فهمي
أوضحت تيسير فهمي أن الاستغناء عن المظاهر والرفاهيات هو ما منحها حرية الاختيار، قائلة: "مايهمنيش شكل العربية اللي راكباها، المهم ما تعطلش. مايفرقش معايا البراند.. اللي يهمني الجوهر مش المظهر".
ورأت تيسير فهمي أن القدرة على قول "لا"، في الفن والحياة، نعمة من الله، مضيفة: "مش لازم أكون مكرهة على شيء عشان أمشي في السكة دي. لو ماقدرتش أعمل حاجة برغبتي.. يبقى مافيش معنى لها عندي".
كواليس وداع محمود عبد العزيز
وفي لحظة إنسانية مؤثرة، تحدثت تيسير فهمي عن أحد أصعب المشاهد التي أدّتها، وهو مشهد وداعها للنجم الراحل محمود عبد العزيز في أحد الأعمال، والذي أعادت تصويره عدة مرات بسبب الشحنة العاطفية التي حملها، قائلة: "كان مشهد الوداع الحقيقي.. ودموعي كانت حقيقية جدًا".
كما كشفت تيسير فهمي عن صداقتها مع النجم الراحل، حيث كانا جيرانًا في الساحل الشمالي، ما خلق بينهما انسجامًا كبيرًا أمام الكاميرا.

"الفن مش سباق.. الفن صدق"
اختتمت تيسير فهمي اللقاء برسالة ملهمة للفنانين الشباب: "الفن مش سباق شهرة ولا عدد حلقات.. الفن صدق، والصدق بيعيش حتى لو المشهد كان دقيقة".
بهذا الحوار، قدمت تيسير فهمي صورة للفنان الذي يحترم ذاته قبل أن يرضي الجمهور، والذي يرى في التمثيل مساحة للحرية والتعبير لا للخضوع والانقياد.