عاجل

طارق الشناوي: أزمة حجاب حفيدة أم كلثوم أُسيء فهمها.. والموهبة هي الحكم

الناقد طارق الشناوي
الناقد طارق الشناوي

علّق الناقد الفني، طارق الشناوي، على الجدل المثار حول تصريحات الكاتب والسيناريست مدحت العدل بشأن ظهور حفيدة أم كلثوم بالحجاب، مؤكدًا أن الجملة التي قالها "شوف كنا فين وبقينا فين"، فُهمت بشكل خاطئ.

وأوضح طارق الشناوي، خلال لقائه في برنامج "آخر النهار" مع الإعلامي تامر أمين، على قناة النهار، أن العدل لم يقصد انتقاد الحجاب تحديدًا، وإنما كان حديثه عن الفروق الزمنية الكبيرة بين الأجيال، والتي تنعكس على أنماط التفكير والاختيارات الشخصية، سواء في الملبس أو الفكر أو الفن.

الممثلات المحجبات مرحب 

وأشار طارق الشناوي إلى أن الوسط الفني لم يغلق بابه أمام المحجبات، بل رحب بعدد كبير منهن ممن يتمتعن بالموهبة والالتزام، فضًلا عن أن هناك أعمالًا درامية كبرى ظهرت فيها فنانات بالحجاب داخل البيوت، حتى وإن كان ذلك لا يتماشى مع المنطق الدرامي في بعض الأحيان، ما يعكس أن الواقعية الفنية قد تتراجع أحيانًا لصالح ما يرضي الذوق العام أو توجّه الجمهور.

وأوضح طارق الشناوي أن هناك توازنًا صعبًا بين الحفاظ على المنطق الفني والمواءمة مع الواقع الاجتماعي، لكن في النهاية يظل المنطق الدرامي والفني هو المعيار الحقيقي لنجاح العمل الفني.

حنان ترك مثال للموهبة 

واستشهد طارق الشناوي بتجربة الفنانة حنان ترك، التي وصفها بأنها "موهبة استثنائية"، وقدمت أعمالًا فنية مميزة أثرت في وجدان الجمهور.

وأكد طارق الشناوي أن قوانين الواقع فرضت عليها صعوبات كبيرة في الجمع بين الحجاب والاستمرار في العمل الفني، مشيرًا إلى أن رغم حب المشاهدين لها، فإن الحجاب قيّد ظهورها في العديد من الأعمال، ليس بسبب رفض المجتمع، وإنما بسبب التعقيدات الفنية والدرامية التي يفرضها الحجاب على نوعية الأدوار.

الإبداع في مواجهة مصطلحات 

رفض طارق الشناوي استخدام مصطلح "السينما النظيفة"، معتبرًا أنه يحمل حكمًا أخلاقيًا خاطئًا على الفن، وكأنه يصنّف الأعمال السينمائية وفق معايير لا علاقة لها بالإبداع أو القيمة الفنية.

وأوضح طارق الشناوي أن الفن ليس ميدانًا للوعظ أو الإدانة، بل مساحة للتعبير عن التنوع الإنساني والاجتماعي.

وضرب طارق الشناوي مثالًا بفيلم "خلي بالك من زوزو"، الذي قُدّمت فيه شخصية فتاة راقصة ولكنها مثالية ومحترمة، وقد أحبها الجمهور وارتبط بها، رغم أنها بعيدة عن القوالب الأخلاقية النمطية التي تروجها فكرة "السينما النظيفة".

 الإعلامي تامر أمي
 الإعلامي تامر أمي

الإبداع لا يحدّه الحجاب أو الجرأة

اختتم طارق الشناوي حديثه بالتأكيد على أن الموهبة والقدرة على التعبير الفني هما المعيار الحقيقي في تقييم أي فنان أو فنانة، وليس المظهر الخارجي أو التوجه الشخصي.

وشدد على ضرورة أن يكون الإبداع الفني حرًا، بعيدًا عن الضغوط الاجتماعية أو التفسيرات المغلوطة، داعيًا إلى احترام الاختلاف والتعدد داخل الوسط الفني، ورفض محاولات تصنيفه وفق معايير دينية أو أيديولوجية.

وأكد طارق الشناوي أن الفن يجب أن يظل مرآة للمجتمع بكل أطيافه وتناقضاته، لا وسيلة لإرضاء اتجاه فكري على حساب آخر.

تم نسخ الرابط