تعيش وحيدة منذ 40 عامًا.. "العمة آمنة" كفيفة البصر تحفظ القرآن وتحلم بالحج

من قرية الصلعا بمحافظة سوهاج، تخرج واحدة من أعظم قصص الإصرار ، إنها حكاية "العمة آمنة"، سيدة كفيفة تبلغ من العمر 55 عامًا، حفظت القرآن الكريم كاملًا رغم فقدانها البصر وظروفها الاجتماعية الصعبة، حيث تعيش وحيدة منذ أكثر من أربعين عامًا، بعد وفاة والديها.
رحلة العمة آمنة مع القرآن بدأت منذ تسع سنوات، واستمرت حتى ختمت كتاب الله قبل نحو شهر، في مدرسة قرآنية ببلدتها الصغيرة، حيث كانت تتلقى دروس الحفظ بطريقة السمع والتلقين في المدرسة القرآنية بالصلعا، ولا تنسى العمة آمنة موقفًا صعبًا مر بها ذات يوم حين ذهبت إلى الحلقة دون أن تحفظ وجهًا من القرآن، فبكت بشدة، وقالت للمُحفّظة: "علشان مش حفظت الوجه بتاعي"، كان بكاؤها مؤثرًا، فاحتضنتها المحفظة وساندتها لتواصل حتى حفظت كتاب الله كاملاً.
رغم إعاقتها البصرية، كان قلبها مبصرًا بنور الإيمان، وروحها تتغذى على صوت الشيخ محمد صديق المنشاوي، قارئها المفضل الذي كانت تستمع إليه باستمرار.
وفي منزلها المتواضع الذي لا يسكنه سوى الذكريات، تقضي العمة آمنة وقتها مع القرآن والدعاء، وتحمل في قلبها أمنية وحيدة لم تتحقق بعد وهي أن تؤدي فريضة الحج.
وقالت العمة آمنة إنها بدأت رحلة حفظ القرآن الكريم منذ تسع سنوات، بعدما شعرت أن حياتها الخالية من الأهل والرفاق لا بد أن تمتلئ بشيء يبقيها على قيد الأمل، مضيفة أنها كفيفة وتعيش بمفردها منذ أكتر من 40 سنة بعد وفاة والديّها، وتابعت أنها كانت تذهب المدرسة القرآنية في قرية ابصلعا بصفة مستمر، وتعتمد على السمع والتلقين، لكن في مرة ذهبت دون حفظ الوجه المطلوب منها، فبكت، ولما سألتها المحفظة ليه بتعيطي، قلتلها: علشان مش حفظت، وعندها شجعتها وقالت لها هنكمل سوا، وربنا هيفتحها عليكي.
وأشارت العمة آمنة إلى أن الشيخ محمد صديق المنشاوي كان له تأثير بالغ في دعمها روحيًا أثناء الحفظ، قائلة: "كنت أسمع له كل يوم.. صوته بيدخل قلبي".
وختمت حديثها بأمنيتها الكبيرة قائلة: "حلمي الكبير دلوقتي إني أحج.. أشوف الكعبة وأدعي هناك.. نفسي ربنا يكتبها لي، وتكون مسك الختام."