عاجل

وزير الأوقاف السابق: تغليظ عقوبة الغش ضرورة.. وطعن "طه" جريمة تهز الضمير

الشيخ مختار جمعة
الشيخ مختار جمعة

"كيف بكم إذا صار المعروف منكرًا والمنكر معروفًا؟" بهذه الكلمات التي تقطر ألمًا وغضبًا، علّق الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، على مأساة الطالب "طه نشأت"، ضحية الغدر بعد رفضه الغش داخل لجنة امتحانات الثانوية العامة.

وقال جمعة إن الغش جريمة تهدم الدول والمجتمعات، ويجب مواجهتها بحزم، مشددًا على ضرورة تغليظ العقوبة على من يغش أو يسهل الغش، وإدراج الاعتداء على المعلم أو الطالب المجتهد ضمن الجرائم المخلة بالشرف، قائلًا: "علينا جميعًا أن ننكر المنكر ونواجهه، وإلا تحول إلى ثقافة قاتلة".

طعنة في قلب الحلم

ففي منزل بسيط تتصاعد منه رائحة الكتب والحلم، جلس الأب والأم في صمت أمام صورة نجلهم "طه"، المُعلقة على الحائط وتحتها كلمة واحدة بخط يده: "الدكتور".

طه نشأت، طالب في الصف الثالث الثانوي، كان حلمه واضحًا كالشمس: أن يصبح طبيبًا يرفع رأس والديه، ويمنحهما ثمرة سنوات الكفاح. لكن الحلم توقف فجأة أمام باب المدرسة، ليس بسبب صعوبة الامتحان، بل بسبب "طعنة غدر" سال معها الدم، وسقطت معها كل الأحلام.

الابتسامة الأخيرة

تحكي والدته، وصوتها يرتجف من الألم:
"ابني خرج من الامتحان بيضحك، بيصور مع أصحابه، وقال لي: خلصت يا ماما.. ادعيلي أجيب مجموع حلو. بعد نص ساعة، لقيته غرقان في دمه.. طعنة في صدره وجروح في دماغه".

ثم تضيف باكية: "كان بيحلم يبقى دكتور، وكان دايمًا يقولي: أنا هاشيلك فوق راسي، وهعملك عمرة، وهجبلك الدوا اللي مش بنعرف نجيبه."

قال لا.. فكان الثمن دمه

بدأت القصة قبل أيام من الحادث، حين طلب أحد زملاء طه الغش داخل اللجنة، فرفض طه بهدوء قائلاً: "مش هغش.. ولو مش عاجبك، استناني بره."

لم ينسَ زميله هذه الجملة، وحين جاء يوم الامتحان الأخير، خرج المعتدي مبكرًا، وانتظر طه أمام المدرسة، ومعه اثنان آخران، وكلهم يحملون سكاكين.

وما إن ظهر طه حتى انقضوا عليه، طعنًا وضربًا، وسط ذهول زملائه الذين لم يتخيلوا أن طالبًا مجتهدًا، نقيًّا، يدفع حياته ثمنًا لـ "كلمة حق".

ابني نايم.. واللي طعنه حر

تواصل الأم حديثها، والدموع تخنق صوتها: "دخل العمليات 6 ساعات، الدكتور قال لي: إدعي.. حالته حرجة، الطعنة وصلت للرئة، وفيه شرخ في الجمجمة. كل ما يفتح عينه يسألني: أنا فين؟ هو أنا هموت؟"
وتتابع بانهيار: "لسه مشافش نتيجة تعبه، ولا لبس البالطو الأبيض اللي كان بيشوفه في الحلم."

أما الأب، فيقول بقهر: "أنا راجل أرزقي.. ابني كان سندي، ما طلبش مني حاجة. كان دايمًا يقولي: أنا هعوضك يا بابا. دلوقتي هو نايم، وأنا عاجز، واللي طعنه لسه حر."

صرخة مجتمع.. لا تسكتوا عن الغش

قضية "طه" ليست مجرد حادث اعتداء، بل صرخة مدوية في وجه مجتمع يتسامح مع الغش، ويغض الطرف عن الكارثة حين تتحول إلى دماء.

نداء وزير الأوقاف السابق، وتوسلات أسرة "طه"، يجب ألا تمر مرور الكرام. فالغش لم يعد خطأً بسيطًا، بل بات مقدمة لسلوك إجرامي يقتل الحلم، ويزهق الأرواح.

تم نسخ الرابط