جمال عبدالحميد: تعديل عقد إمام عاشور "سلاح ذو حدين".. ووكلاء مصر "حريفة"

أكد نجم الكرة المصرية السابق جمال عبد الحميد أن قرار النادي الأهلي بتعديل عقد نجمه إمام عاشور يُمثل "سلاحًا ذا حدين".
وأوضح عبد الحميد، خلال ظهوره في برنامج "بلس 90" على قناة النهار الفضائية، أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام مطالبات مماثلة من لاعبين آخرين داخل الفريق، مشيرًا إلى دور وكلاء اللاعبين في مصر الذين وصفهم بـ"الحريفة" في صناعة مثل هذه المواقف.
تُثير قضية تعديل عقود اللاعبين بعد فترة وجيزة من تألقهم جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية، بين مؤيد يرى أنه حق للاعب في ظل ارتفاع قيمته السوقية، ومعارض يرى أنه يهدد استقرار الأندية وميزانياتها. يرى جمال عبد الحميد أن "أي نادٍ يقوم بالتعاقد مع لاعب من أجل تحقيق المكاسب، وهذا هو الطبيعي، وليس بمجرد تألقه يجب أن يتم تعديل العقد سريعًا". هذه الفلسفة تؤكد على أن العلاقة التعاقدية يجب أن تكون مستقرة ومبنية على اتفاق طويل الأمد، لا يتغير مع كل فترة تألق فردي للاعب.
إمام عاشور: استحقاق التعديل و"الأفضل في مصر"
رغم تحذيره من تبعات تعديل العقود، إلا أن عبد الحميد أبدى تفهمًا خاصًا لوضع إمام عاشور. فصرح بأن "إمام عاشور هو اللاعب الأفضل في الأهلي، وبالتالي يستحق تعديل عقده للمساواة مع زيزو وتريزيجيه". هذه المقارنة مع نجمي الكرة المصرية، أحمد سيد زيزو ومحمود حسن تريزيجيه، تُبرز المكانة التي وصل إليها إمام عاشور في وقت قصير.
وأضاف عبد الحميد، مؤكدًا على تميز اللاعب: "كما أن إمام هو أفضل لاعب في مصر مؤخرًا، وبالتالي يستحق عقدًا جديدًا". هذا التقييم الصريح من نجم كبير بحجم جمال عبد الحميد يُعطي ثقلاً لكون إمام عاشور يستحق بالفعل تقديرًا ماديًا أفضل، لكن تبقى تداعيات هذا التقدير على باقي لاعبي الفريق هي النقطة الشائكة.
"وكلاء مصر حريفة": صناعة عروض وهمية لرفع الرواتب
الجزء الأكثر إثارة للجدل في تصريحات عبد الحميد كان حديثه عن دور وكلاء اللاعبين. فبشكل مباشر، قال: "الوكلاء في مصر (حريفة) يقومون بجلب عروض وهمية برواتب مالية كبيرة، ليضطر النادي الذي يملك عقد اللاعب للإسراع في تعديل عقده براتب أكبر". هذا الاتهام الصريح يُسلط الضوء على ممارسة شائعة في سوق الانتقالات، حيث يستخدم بعض الوكلاء تكتيك العروض الوهمية أو المبالغ فيها كأداة ضغط على الأندية لدفعها لرفع رواتب لاعبيهم الحاليين، حتى لو لم تكن تلك العروض حقيقية أو جدية.
هذه الظاهرة تُشكل عبئًا ماليًا كبيرًا على الأندية، وتُسبب حالة من عدم الاستقرار في منظومة الأجور، مما يدفع اللاعبين الآخرين للمطالبة بزيادات مماثلة، حتى لا يشعروا بالظلم. يرى عبد الحميد أن هذه الممارسات تُبعد الأندية عن هدفها الأساسي، وهو تحقيق المكاسب الرياضية والمالية من التعاقد مع اللاعبين.
الزمالك: قادر على المنافسة رغم الأزمات
في ختام حديثه، تحول جمال عبد الحميد للحديث عن ناديه السابق، الزمالك. أكد أن "الزمالك في أسوأ حالاته وأزماته يكون قادرًا على المنافسة مع الأهلي وبيراميدز". هذه الجملة تحمل في طياتها اعترافًا بقوة الزمالك التاريخية، وقدرته على تجاوز الصعاب حتى في أحلك الظروف.
وأضاف عبد الحميد، معبرًا عن رضاه عن التحركات الحالية للقلعة البيضاء: "لابد من دعم كل صفقات الزمالك، وراضٍ عن التدعيمات حتى الآن". هذا التصريح يُشير إلى تفاؤل نجم الزمالك السابق بقدرة الفريق على العودة للمنافسة بقوة بعد سلسلة الصفقات الجديدة التي أبرمها النادي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، رغم كل الأزمات الإدارية والمالية التي مر بها.
تُبرز تصريحات جمال عبد الحميد الجدل الدائر حول سياسات التعاقدات وتعديل العقود في كرة القدم المصرية، وتُسلط الضوء على دور الوكلاء في هذا المشهد المتغير.