جمال عبد الحميد: الأهلي "لمع" وسام أبو علي.. واللاعبون أقوى من الأندية

علّق نجم الكرة المصرية السابق، جمال عبد الحميد، على واقع سوق الانتقالات الحالي، مؤكدًا على حق اللاعبين في اختيار وجهتهم في ظل عصر الاحتراف، لكنه في الوقت ذاته انتقد بعض الممارسات التي يرى أنها تجاوزت الحدود.
جاءت تصريحات عبد الحميد خلال استضافته في برنامج "بلس 90" الذي يُعرض على قناة النهار الفضائية، حيث تطرق بشكل خاص إلى قضية مهاجم الأهلي، وسام أبو علي، والعروض المالية الكبيرة التي يتلقاها.
أكد عبد الحميد أن من حق أي لاعب الانتقال للنادي الذي يريده في ظل عصر الاحتراف، وهو مبدأ لا يمكن الاختلاف عليه. لكنه استدرك قائلاً: "هناك بعض اللاعبين تقوم بتقبيل التيشيرتات ثم تطلب الرحيل لأسباب مالية".
هذه الملاحظة تُشير إلى التناقض بين الانتماء المعلن للاعبين وولائهم المالي، وهي ظاهرة باتت منتشرة في كرة القدم الحديثة، وتُسبب استياءً كبيرًا لدى الجماهير التي ترى في تقبيل الشعار تعبيرًا عن الولاء المطلق.
وسام أبو علي: تألق أهلاوي وعروض بالملايين
في صلب حديثه، تطرق جمال عبد الحميد إلى وضع المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي، الذي تلقى مؤخرًا عرضًا بقيمة تتراوح بين 4 إلى 5 ملايين دولار. واعتبر عبد الحميد أنه "من الطبيعي أن يطلب اللاعب الرحيل" في ظل هذا العرض الضخم.
وأشار عبد الحميد إلى نقطة محورية تُحسب للنادي الأهلي في هذه القضية، حيث قال: "الأهلي 'لمّع' وسام أبو علي، وجعله محط أنظار العديد من الأندية". هذه العبارة تُسلط الضوء على الدور الكبير الذي تلعبه الأندية الكبرى في صقل المواهب وتقديمها على طبق من ذهب للأندية الأخرى. فقد انضم أبو علي للأهلي قادمًا من الدوري السويدي، ووجد في القلعة الحمراء بيئة احترافية ساعدته على تطوير مستواه والظهور بمستوى مميز، مما جذب إليه أنظار الأندية التي باتت مستعدة لدفع مبالغ طائلة لضمه.
لكن عبد الحميد أكد أن "الجانب المالي فقط هو من يحسم مصير اللاعبين في النهاية". هذه الحقيقة المرة في كرة القدم الحديثة تُبرز طغيان الجانب المادي على الولاءات والانتماءات، وتُشكل تحديًا كبيرًا للأندية التي ترغب في الحفاظ على نجومها.
اللاعبون أصبحوا أقوى من الأندية: تعديل العقود و"الضغط"
في إشارة واضحة إلى التحولات في ميزان القوى بين اللاعبين والأندية، صرح جمال عبد الحميد بأن "بالتأكيد لابد أن يخفض الأهلي مطالبه من أجل الموافقة على رحيل وسام أبو علي، حتى لا يتأثر مستواه فنيًا ونفسيًا حال البقاء وعدم الموافقة على قرار الرحيل". هذه النصيحة تعكس فهمًا عميقًا لنفسية اللاعب المحترف، فإذا شعر اللاعب برغبة في الرحيل وتلقى عرضًا مغريًا، فإن إجباره على البقاء قد يؤثر سلبًا على أدائه وتركيزه.
اللافت للنظر في تصريحات عبد الحميد كانت جملته القوية: "أرى أن اللاعب أصبح أقوى من بعض الأندية، نسمع كثيرًا عن تعديل العقود بسبب ضغط اللاعبين". هذه الجملة تُعد وصفًا دقيقًا للواقع الحالي، حيث باتت قوة النفوذ لدى اللاعبين ووكلائهم تتزايد باستمرار، مما يضع الأندية في مواقف صعبة، خاصة عندما يتعلق الأمر بنجوم الفريق الذين يمتلكون عقودًا طويلة الأجل. ظاهرة تعديل العقود المتكرر، التي أشار إليها عبد الحميد، تُصبح عبئًا ماليًا وإداريًا على الأندية.
واختتم عبد الحميد تصريحاته بانتقاد لهذه الممارسات، قائلاً: "المفترض أن الأندية تتعاقد مع اللاعبين لتحقيق المكاسب المالية، وأمر تعديل العقد كل فترة أمر غير جيد على الإطلاق. فليس معنى أن لاعب تألق عدة مباريات أو خلال موسم يأتي وكيله ويطالب بتعديل عقده." هذه النقطة تُبرز أهمية وضع عقود احترافية تضمن حقوق الطرفين، وتحمي الأندية من ضغوط اللاعبين المتزايدة بعد كل فترة تألق، مما يُساهم في استقرار الفريق على المدى الطويل.