قبل خفض الفائدة.. اقتصاديون لـ«نيوز رووم»: الشهادات البنكية والذهب أفضل الخيارات للاستثمار

يُنتظر أن يعلن البنك المركزي في اجتماعه المقبل، يوم 17 أبريل، عن خفض سعر الفائدة للمرة الأولى منذ 4 سنوات، عقب تراجع نسبة التضخم لـ12.8% في فبراير الماضي، بعدما كانت 24% شهر يناير، حسبما أعلن مؤخرًا الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
ويتوقع أن يتبع قرار خفض الفائدة، بإيقاف الشهادات ذات العائد المرتفع، والتي سبق أن أصدرها بنكي الأهلي ومصر، في يناير عام 2024، بسعر فائدة 23.5% للعائد الشهري و27% للعائد السنوي، وذلك في أعلى عائد مقدم على مستوى البنوك.
وأثار القرار المنتظر قلق المواطنين بشأن الطريقة الأمنة للاستثمار خلال الفترة المقبلة، خاصة مع توقعات وقف البنوك للشهادات ذات العائد المرتفع، بعد انخفاض التضخم بشكل أكثر من المتوقع، وأكد خبراء لـ«نيوز رووم»، على أن ربط ودائع مرتفعة في البنوك تتصدر قائمة الاستثمارات المضمونة.
الاستثمار في البنك والذهب
أكد الدكتور سمير صبري، الخبير الاقتصادي، أن انخفاض التضخم متوقع جدًا في ظل ثبات أسعار كثير من السعر منذ العام الماضي، وارتفاعها بشكل طفيف، وهو ما جعل التضخم ينخفض لهذه المستويات، خاصة أن الحكومة تستهدف النزول تحت رقم 10 قريبًا، وتوقع بعد نزول التضخم أن يكون هناك قرارات بخفض سعر الفائدة بشكل تدريجي، خاصة أن المستثمرين ورجال الأعمال يطالبون بذلك حتى يكون هناك نشاطًا أكبر في تمويل المشروعات خاصة الإنتاجية، لأن الفائدة العالية أثرت كثيرًا في التمويل من البنوك.
وأضاف: "هناك شريحة كبيرة من المواطنين ستظل تعتمد على الشهادات البنكية، خاصة أنها مرتفعة مقارنة بأي استثمار آمن آخر، أي مواطن طبيعي معندوش نشاط استثمار سيستمر في ربط الشهادات التي تتراوح بعائد من 20 لـ23% والتي لن تنخفض عن ذلك بشكل سريع، يليها الذهب كاستثمارآمن، وهذا بسبب ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية وانهيار البورصة، لذا نجد أن الذهب ارتفع بشكل غير مسبوق، وسعر الأوقية وصل لأعلى مستوى في التاريخ بـ3 آلاف دولار ".
واختتم سمير صبري، تصريحاته لـ«نيوز رووم»، قائلًا: "لا يُنصح بالاستثمار في العقار حاليًا، ومن يستثمر في العقار يكون لديه أموال ضخمة في الشراء والبيع، لأن الأمر لا يتم بسهولة كما كان يحدث في الفترات السابقة".

الشهادات البنكية استثمار آمن
وفي السياق ذاته، أكدت الدكتورة يمن الحماقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، لـ«نيوز رووم»، أن توقعات خفض سعر الفائدة صحيحة، خاصة أن السعر الحالي قاتل للاستثمار، مشيرة إلى أن الدولة بها فرص استثمارية جبارة لمشروعات كبيرة ومتوسطة وصغيرة.
وأكدت "الحماقي"، أنه على الرغم من المخاطر العالمية في الذهب، إلا أن فرص الخسارة فيه ستظل منخفضة في ظل التحديات الدولية والإقليمية والمحلية، مضيفة: "مشكلة الذهب أن سعره مرتفع، ولكن تقدر تراهن عليه ومحافظ على قيمته، يعني ممكن تشتريه غالي ولا تُحقق مكاسب كبيرة عند البيع، ولكن لا يمكن أن تخسر فيه".
ولفتت “الحماقى”، إلى أن الشهادات البنكية، تُعتبر استثمار أمن، ونصحت بالإسراع وعمل ودائع قبل قرار تخفيض العائد، حيث إن العائد الحالي سيكون أكبر من 20%، مضيفة: "ربح وأمان وفائدة لن تتكرر كثيرًا".
البورصة قد تكون استثمارًا جيدًا
وطرحت “يمن الحماقي”، فكرة جديدة للاستثمار، وهي البورصة التي تشهد تحسنًا، وأشارت إلى أن كل الناس ليس لها فكر في البورصة والتداول والأسهم، ولكن حاليًا يوجد شركات متخصصة في ذلك، وقد يكون هذا نوعًا جيدًا من الاستثمار".

الاستثمار في الشهادات البنكية
ومن جانبه، قال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والإحصاء والتشريع لـ«نيوز رووم»: "لازالت فرصة ربط شهادات مرتفعة الفوائد في البنوك قائمة، وهي بديل جيد للقطاع العائلي وكبار السن الذين ليس لديهم قدرة على الاستثمار، ويمكن الاستفادة منها خلال هذه الفترة حتى اجتماع لجنة السياسات النقدية في منتصف أبريل القادم".
وعن الاستثمار في العقارات، أكد الخبير الاقتصادي، أنه استثمارًا جيدًا ولكنه طويل الأجل، وأكد أنه لا يمكن دخول سوق العقار وشراء العقارات لمجرد الاستثمار على المدى القصير، وأضاف: "لا أنصح به إذا كان الشخص يريد استرداد أمواله خلال أسابيع أو شهور، أما إذا كان طويل الأجل فمجال الاستثمار العقاري مجال مميز جدًا".
الذهب مربح ولكن محفوف بالمخاطر
وأوضح أن الاستثمار في الذهب، استثمار مربح ولكنه محفوف بالمخاطر، فهو مربح للقطاع الاستثماري، وبالنسبة للقطاع العائلي لا يُجيد تحديد اللحظة التي يخرج فيها من الذهب، ودائمًا ما يدخل في خلافات عائلية، مضيفًا: "الاستثمار في الذهب دائمًا ما يبدأ باستثماروينتهي بخلافات، ولكن إذا تمت إدارته بطريقة علمية فهو استثمار مميز جدًا".
إنشاء مشاريع للشباب
نصح الخبير الاقتصادي، بالبحث عن إقامة مشاريع، خاصة أن كل أسرة بها شباب، وأصبح الشباب الآن تعليمه جيد، وتابع: "يُمكن للأسر أن تستثمر في أبناءها بعدما استثمرت في تعليمهم، وتفتح لهم مشاريع في المجالات التي تعلموا فيها، لدينا شباب من كليات قمة، وجدناهم بدون فرص عمل، يجب أن يكون لدينا رواد أعمال، ومن المهم أن تدعمهم الأسر برؤوس أموال تساعدهم على بدء الحياة أو أن يجتمع عدة شباب وإنشاء مشروع يتخصصوا فيه".
ولفت وليد جاب الله، إلى أن الاستثمار في البورصة مهم جدًا، ولكنه ينصح بأن يتعلم الشخص آليات البورصة وأخذ الكورسات اللازمة قبل الدخول في هذا المجال، مختتمًا حديثه قائلًا: "إجمالًا أنصح الجميع بأن يكونوا على دراية بالاستثمار الذي يستثمروا فيه، وأرى أن الشهادات البنكية هي البديل المناسب للأسر، والعقار هو استثمار طويل أجل".
