عاجل

أشرف العشري: إسرائيل تسعى لفرض واقع جديد بالجنوب السوري عبر بوابة «السويداء»

محافظة السويداء
محافظة السويداء

أكد أشرف العشري، مدير تحرير جريدة الأهرام، أن محافظة السويداء تكتسب أهمية استراتيجية بالغة في الجنوب السوري، خاصة لقربها من المناطق التي تحتلها إسرائيل، مثل جبل الشيخ، مشيرًا إلى أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة في المنطقة تعكس مسعى واضحًا من تل أبيب لفرض واقع ميداني جديد يتجاوز اتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974، والتي جرى تعطيلها فعليًا منذ ديسمبر الماضي عقب تصاعد التوترات في الجنوب السوري.

وقال العشري، في تصريحات عبر قناة "إكسترا نيوز"، إن إسرائيل كثفت خلال الأشهر الخمسة الماضية محاولاتها لخلق بؤر توتر في محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة، بهدف تقويض القبضة المركزية للدولة السورية في تلك المناطق، وخلق بيئة فوضوية قد تبرر تدخلًا أمنيًا أو عسكريًا لاحقًا تحت ذرائع متعددة.

وأضاف أن هناك أطرافًا محلية داخل محافظة السويداء، لا سيما بعض الجماعات الدرزية، تتحمل جزءًا من مسؤولية تصاعد التوتر، نتيجة لتشكيل ما يُعرف بـ"المجالس العسكرية" وتجاوز القانون، ما ساهم في تأجيج الصراع الداخلي. وأشار إلى أن الاشتباكات التي شهدتها المحافظة على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة أسفرت عن مقتل أكثر من 90 شخصًا، إلى جانب مئات الجرحى، في تصعيد خطير يهدد أمن واستقرار الجنوب السوري.

وأشار العشري إلى أن الدولة السورية، ممثلة في الجيش وقوات الشرطة، تحركت ميدانيًا بهدف فرض الأمن واستعادة السيطرة، ومنع تكرار هذا السيناريو في محافظات الجنوب الأخرى، أو امتداده إلى الشمال الغربي، الذي يواجه هو الآخر تحديات أمنية مماثلة بفعل تدخلات خارجية ومحاولات زعزعة الاستقرار.

وأكد أن ما يجري في السويداء هو جزء من مشهد أكبر من محاولات تفكيك سوريا من الداخل، وأن استمرار الصمت الدولي إزاء الخروقات الإسرائيلية يزيد من هشاشة الوضع الأمني ويشجع على مزيد من التدخلات والاعتداءات.

الحوار هو الحل

وعن مستقبل الأوضاع، أكد العشري أن تصريح وزير الدفاع السوري اليوم، بوقف العمليات العسكرية، خطوة هامة نحو تهدئة الأوضاع، موضحا أن القرار الرسمي بتكليف سلطات الأمن المحلية في السويداء بإدارة الملف الأمني، يمهد الطريق أمام عودة الحوار مع القيادات الدينية والاجتماعية الدرزية في المحافظة.

ونوّه إلى أن مشايخ عقل الطائفة الدرزية لعبوا دورًا رئيسيًا في السابق، ومن الضروري الآن أن يكون هناك تواصل مباشر مع الحكومة السورية من أجل إعادة ضبط الأمور، مشيرا إلى أن المطالبات السابقة لبعض مشايخ الدروز بتدخل دولي أو إرسال قوات دولية، ساهمت في تعقيد المشهد وإعطاء ذريعة لتدخلات خارجية، خصوصًا من قبل الجانب الإسرائيلي.

جنبلاط يحذر من الفخ الإسرائيلي

وفي هذا السياق، أشار العشري إلى الموقف الحاسم الذي أعلنه الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، والذي دعا فيه دروز سوريا إلى عدم الوقوع في الفخ الإسرائيلي، وشدد على ضرورة العودة للحوار مع الدولة السورية حفاظًا على وحدة الأراضي.

تحركات أمريكية للتهدئة

كما أوضح أن هناك تحركات أمريكية، من خلال المبعوث الأمريكي توم براك، لفتح قنوات حوار مع الدولة السورية الشرعية، بهدف الحفاظ على استقرار سوريا ووحدة أراضيها، ومنع تكرار السيناريوهات الدموية التي تسعى بعض الأطراف الخارجية إلى تأجيجها.

تم نسخ الرابط