تأثير العيش في الطبيعة الخضراء على نمو وصحة الطفل النفسي والجسدي

أظهرت الدراسة الحديثة أن العيش في الطبيعة الخضراء يعزز الصحة البدنية والعقلية للأطفال، ويعد العيش في الطبيعة الخضراء عاملاً أساسياً في نموهم الاجتماعي والعاطفي. البيئة المحيطة تلعب دوراً محورياً في دعم قدرات الطفل العقلية والسلوكية، مما يؤثر إيجابياً على مستقبله الأكاديمي والاجتماعي. كما يشير البحث إلى أن العيش في الطبيعة الخضراء يسهم في تطوير مهارات الأطفال الإدراكية، ويُعتبر العيش في الطبيعة الخضراء من العوامل المهمة لتعزيز التواصل الاجتماعي والصحي. باختصار، العيش في الطبيعة الخضراء له أثر مباشر وواضح على صحة ونمو الطفل الشامل.
أهمية البيئة المحيطة بمنزل الطفل

ركزت الدراسة على تأثير المساحات الخضراء والهياكل الخارجية القريبة من مساكن العائلات، مثل الأشجار وصناديق الرمل، على الأداء التنفيذي للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، وخاصة قبل بلوغهم عامهم الثاني. تم تحليل بيانات 435 عائلة تعيش في شقق، منازل فردية، ومزارع، مما أتاح فهمًا شاملًا لتأثير البيئة المتنوعة على الأطفال.
تأثير الأشجار وصناديق الرمل على الوظائف المعرفية
وجدت الباحثة سامانثا إيوينسكي أن وجود أشجار أو صناديق رمل أو مساحات تخزين خارجية بجانب المنزل قبل سن الثانية يرتبط بتحسن ملحوظ في الوظيفة التنفيذية للأطفال عند بلوغهم سن الرابعة. توفر هذه العناصر فرصاً للتفاعل الحسي واللعب الطبيعي، مما يدعم العمليات المعرفية الأساسية للسلوك التكيفي. كما أن العيش في مزرعة أو وجود منطقة جلوس خارجية يعزز من التواصل الاجتماعي ويسهم في تحسين الوظيفة التنفيذية لدى الطفل بشكل كبير.
الفوضى المنزلية وتأثيرها على الأطفال

أشارت الدراسة إلى أن المساحات الخضراء الكبيرة مرتبطة بانخفاض الفوضى المنزلية، مما يعكس تأثيراً إيجابياً على الأنشطة العائلية والاسترخاء لدى الأطفال والبالغين. وعلى الرغم من أن الفوضى المنزلية ارتبطت بانخفاض الكفاءة التنفيذية في بعض الأعمار، إلا أن زيادة الفوضى في المراحل المبكرة قد تساهم في تطوير مرونة الأطفال وتحسين كفاءتهم في سن الرابعة. هذا يشير إلى قدرة الأطفال على التكيف مع بيئات مختلفة وتحديات متعددة، وهو أمر مهم في نموهم الشامل.
فوائد إضافية للعيش في الطبيعة الخضراء

بالإضافة إلى تحسين الوظائف المعرفية، يوفر العيش في الطبيعة فرصًا لتعزيز النشاط البدني لدى الأطفال، مما يساهم في تقوية العضلات وتحسين الصحة العامة. كما يقلل التعرض المنتظم للمساحات الخضراء من مستويات التوتر والقلق، مما يدعم صحة الطفل النفسية ويعزز جودة النوم، ويساعد في بناء نظام مناعي أقوى لمقاومة الأمراض.