مرتعًا للخارجين عن القانون.. أهالي الشهابية بدمياط:الإهمال يحاصر المقابر

تشهد مقابر منطقة الشهابية بمدينة دمياط حالة مزرية من الإهمال والتدهور، ما أثار استياء الأهالي الذين طالبوا مرارًا وتكرارًا بتدخل عاجل من الجهات المعنية دون أن يتحقق أي تحرك فعلي على الأرض، حيث أصبحت المقابر، التي يفترض أن تكون مكانًا للسكينة والاحترام، مرتعًا للقمامة والحيوانات الضالة والأنشطة الخارجة عن القانون.
كارثة إهمال مقابر الشهابية في دمياط
يقول عدد من الأهالي القاطنين بالقرب من المقابر إنهم يعانون بشكل يومي من مشاهد مقززة وانتشار الروائح الكريهة بسبب تراكم القمامة داخل محيط المقابر، فضلًا عن تسرب مياه الصرف الصحي في بعض الأجزاء، ما يؤدي إلى غرق القبور في المياه وتحلل الشواهد وتآكل الجدران، الأمر الذي اعتبروه انتهاكًا صريحًا لحرمة الموتى.
وأوضح أحد المواطنين، ويدعى عبد الرحمن، أن المقابر تحولت إلى مكان مهجور بلا رقابة، حيث تتجمع فيها الحيوانات الضالة كالحيوانات والكلاب، وتُستخدم ليلًا كمأوى للمنحرفين والمتعاطين، وهو ما يُشكّل خطرًا مباشرًا على السكان القريبين منها. وأضاف أن بعض الزائرين يخشون دخول المقابر بعد غروب الشمس بسبب الظلام الدامس وغياب أي وسائل إنارة أو تأمين.
أهالي الشهابية بدمياط
وأشار مواطن آخر إلى أن بعض الشواهد مهدمة وأن ممرات المقابر أصبحت غير صالحة للسير، خاصة لكبار السن والسيدات أثناء دفن ذويهم، ما يزيد من معاناتهم النفسية. وأكد أن ما يحدث داخل المقابر لا يليق بمكان يفترض أن يُحترم فيه الأموات، داعيًا إلى تدخل عاجل من المسؤولين لوضع حد لهذا التدهور.
من جانبهم، أعرب عدد من سكان المناطق المجاورة عن قلقهم من الأثر الصحي الناتج عن تراكم القمامة وانتشار الحشرات والبعوض، خصوصًا في ظل درجات الحرارة المرتفعة التي تزيد من تفاقم الروائح وانتشار الأمراض. كما طالبوا بوجود دوريات أمنية في محيط المقابر لمنع استغلالها في أعمال غير قانونية.
في المقابل، أكد بعض مسؤولي الوحدة المحلية في تصريحات سابقة أن هناك حملات نظافة تُنظم بين الحين والآخر، إلا أن الأهالي يرون أن هذه الحملات غير منتظمة وغير كافية ولا تعالج المشكلة من جذورها، حيث سرعان ما تعود القمامة وتتجدد المشكلة بعد أيام قليلة فقط من كل حملة.
يطالب المواطنون في دمياط بوضع خطة شاملة لتطوير المقابر، تشمل تمهيد الممرات، رفع المخلفات بشكل دوري، تركيب إنارة داخلية، تأمين الموقع بأسوار وبوابات محكمة، وتكثيف التواجد الأمني، بما يحفظ حرمة الأموات وكرامة الأحياء.
ورغم أن شكاوى المواطنين وصلت إلى المسؤولين مرارًا، فإن الوضع لا يزال كما هو، دون تدخل حقيقي ينهي معاناة مستمرة منذ سنوات. والسؤال الذي يطرحه الأهالي: هل نحتاج إلى وقوع كارثة أكبر حتى تتحرك الجهات المعنية؟ أم أن حرمة الموتى لا تجد من يصونها في مدينة بحجم دمياط؟
الواقع يقول إن المقابر اليوم باتت بحاجة إلى خطة إنقاذ عاجلة، لا مجرد تصريحات، قبل أن يتحول الإهمال إلى مأساة دائمة يصعب إصلاحها.