كارثة عقار الإسكندرية.. شهادة عيان يروي تفاصيل اللحظات الأخيرة Iفيديو
روى المواطن بهاء سليم، أحد شهود العيان على حادث انهيار عقار شارع الخديوي المتفرع من شارع صلاح الدين بمنطقة العطارين في محافظة الإسكندرية، تفاصيل مرعبة عن اللحظات الأخيرة التي سبقت الكارثة، مؤكدًا أن المؤشرات كانت واضحة، لكن لم يكن يتوقع أحد أن الانهيار سيحدث بهذه السرعة.
وقال بهاء سليم، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية رحاب فارس في برنامج "النص الحلو" على قناة الحدث اليوم، إن الحادث وقع في تمام الساعة السادسة إلا ربع صباحًا، موضحًا: "كنا قاعدين على القهوة، وفجأة سمعنا صوت تكتكة في بلكونة الدور الأول، وابن أختي اللي ساكن في الدور الخامس سمع أصوات غريبة برضه".
لحظة نجاة بأعجوبة
أوضح بهاء سليم أنه فور شعوره بالخطر، سارع بإقناع أخته وأسرتها بالنزول من العقار، لكن لم يتجاوبوا في البداية: "من هنا لهنا مش عايزين ينزلوا"، إلا أن الأمر تحول إلى لحظة إنقاذ نادرة، حين سمع أثناء نزوله على السلم صراخًا مدويًا: "البيت بيقع، البيت بيقع!".
وأضاف بهاء سليم: "أنا وأسرتي نزلنا بسرعة، والسلالم بدأت تنهار بالفعل، الحمد لله خرجنا سالمين". وتابع قائلاً: "لقيت البيت نازل مرة واحدة، شكله كأنه بركان انفجر"، في مشهد وصفه بالمأساوي.
ضحايا ومصابون .. والحصيلة ثقيلة
وأسفر بهاء سليم انهيار العقار عن وفاة رجلين وإصابة أربعة آخرين، فيما انتقلت الأجهزة التنفيذية وفرق الإنقاذ إلى موقع الحادث على الفور، للتعامل مع تداعيات الكارثة وتأمين محيط العقار المنهار.
أعرب بهاء سليم عن غضبه الشديد من تكرار مثل هذه الحوادث، مؤكدًا أن السبب لا يكمن فقط في الحادث المفاجئ، بل في الإهمال المتراكم، مشيرًا إلى أن العقار المنهار كان يعاني من تشققات قديمة، وأنه سقط منه جزء من سقف المنور قبل أسبوع فقط، ما دفع الأهالي إلى جمع أموال لإصلاحه، لكن الوضع الهيكلي للمبنى كان خطيرًا منذ سنوات.
قرارات إزالة منسية منذ 30 عامًا
وتساءل بهاء سليم: "لماذا لم يتم إخلاء العقار رغم صدور قرار إزالة له منذ أكثر من 30 سنة؟"، مؤكدًا أن هذا الإهمال لا يزال يهدد حياة المئات من المواطنين.
اختتم بهاء سليم حديثه مشيرًا إلى أن كثيرًا من السكان يرفضون مغادرة منازلهم الآيلة للسقوط، بسبب عدم وجود بدائل سكنية آمنة، قائلاً: "الناس مش عايزة تنزل.. لأنهم ما يعرفوش هيروحوا فين"، مشددًا على أن الكارثة يجب أن تدق ناقوس الخطر أمام السلطات، مطالبًا بتنفيذ قرارات الإزالة القديمة وتوفير وحدات بديلة بشكل فوري، قبل أن تتكرر مثل هذه الحوادث مرة أخرى.
